أحمد أسامة
يستمر مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى ليبيا عبدالله باتيلي في الترويج لمبادرته التي دعا فيها الى إجراء انتخابات في البلاد قبل نهاية العام الجاري، في ظل تعاظم إحتمالات التوافق بين الأطراف السياسية الليبية لإصدار قاعدة دستورية للإنتخابات.
لكن لا زالت هناك مخاطر من إندلاع صراع جديد ربما يتطور الى صراع مسلح في ظل إستمرار وجود رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة على رأس السلطة في طرابلس، رغم إنتهاء ولايتها، وتهديده للحل السلمي في البلاد بسبب طموحه الكبير للوصول الى الرئاسة.
فقد أكدت وكالات صحفية أن رئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة مستعد لتعطيل المسار الحالي الضاغط لإنجاز الانتخابات إذا ما استشعر إمكانية استبعاده من قبل لجنة 6+6.
حيث أن جميع المؤشرات توحي بتمسك الدبيبة بالترشح للرئاسة وأن جل جهوده خلال الأشهر الماضية تنصب على تحقيق هذا الهدف المنشود، من خلال حرصه على استرضاء القوى الفاعلة المتدخلة في المشهد الليبي كتركيا والولايات المتحدة وبدئه حملته الانتخابية مبكرًا في الداخل الليبي.
كما أن تصريحات الدبيبة المتكررة بحرصه على تهيئة الظروف لإنجاح الانتخابات يُقصد بها احتكار حكومته للإشراف اللوجستي والأمني عليها، وتوجيهه أصابع الاتهام للنواب والدولة بتعطيل جهود إجراء الانتخابات تهدف بالأساس للتملص من أي مسؤولية له أمام المجتمع الدولي حيال استمرار المرحلة الانتقالية.
يُشار الى أن حكومة الدبيبة، التي لم تنفك تظهر عمالتها الغربية، من رفض رئيسها الانصياع لقوانين وتشريعات مجلس النواب، مرورًا بتمكين تركيا من المقدرات والثروات الليبية من النفط والغاز، وإحكام هيمنتها على الشق الغربي للبلاد، وصولًا إلى بيعه لمواطنين ليبيين بالمجان وبشكل معيب للولايات المتحدة الامريكية، يهدف الى نيل الرضا الأمريكي، والاستمرار في السلطة.
في حين يتهم الليبيون الدبيبة وعائلته بالتصرف مثل المافيا وإنفاق أموال البلاد بما يتناسب مع مصالحهم، ففساد الدبيبة المتنامي في البلاد، يسبب الفوضى والفقر وبالتالي الإحتقان الشعبي السلبي.
وفي السياق، قال عضو مجلس النواب، علي التكبالي، إن الإنسان في ليبيا يعيش في حالة من بلادة الحس، وعدم الإكتراث نتيجة لتعوده على الإحباط المتكرر، والفساد المستمر.
وأضاف في تغريدة عبر تويتر، أن أولويات المواطن الليبي البحث عن الخبز والأمان حتى على حساب حقه في الحياة الكريمة، وهذه أخطر حالات الإستسلام التي تمر بها الشعوب.
ويبقى السؤال الأهم في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ ليبيا، ألا وهو إلى متى سيبقى الدبيبة وحكومته المتحكمة بمصير البلاد، والى متى ستنعم ليبيا بخيراتها وتعيش في ظل سلطة شرعية منتخبة تحقق مصالح الشعب الليبي وتؤمن له إزدهاره.