بوابة الجمهورية الاخبارية موقع اخباري شامل يضم كافة الاخبار المحلية والعالمية واخبار الاسعار والحوادث والتقارير الاخبارية

السياسة الهدامة لواشنطن في ليبيا

- Advertisement -

كتب أحمد أسامة
مع إزدياد الإهتمام الدولي في ليبيا إزداد حضور وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية فيها في الآونة الأخيرة، تحت شعار دعم مطالب الشعب الليبي للوصول للإنتخابات.
حيث جدد المبعوث الأمريكي الخاص الى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند “التأكيد على دعم الولايات المتحدة الكامل للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبد الله باتيلي بينما يستمر في الانخراط بشكل كامل مع القادة الليبيين والجهات الدولية المهتمة لوضع خارطة طريق لإجراء الانتخابات في موعدها”.
جاء ذلك في تغريدة للسفارة الامريكية على (تويتر) أمس أرفقتها برابط لمداخلة باتيلي لمجلس الأمن أكد فيها الأخير: “إن الشعب الليبي حريص على الشروع في عهدٍ جديد للسلام والاستقرار والازدهار في حياته العامة”. وقال “فلنؤيدهم وندعمهم في تحقيق هذا التطلع المشروع”.
كما أبدى باتيلي في مداخلته التزامه بمواصلة مساعيه الحميدة لتيسير إحراز تقدم، وأكد إنه يتوجب على القادة الليبيين الوفاء بالتزاماتهم و”تلبية تطلعات الشعب لاختيار قادتهم هذا العام”.
إلا أن شريحة واسعة من الشعب الليبي تُدرك بأن للولايات المتحدة غايات ومطامع وأهداف في ليبيا، تريد تحقيقها، بعيدة كل البعد عن تصريحات واشنطن ومسؤوليها. وبعد التصريحات المتتالية لنورلاند، بضرورة إخراج القوات الأجنبية من ليبيا وعلى رأسها قوات فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، يرى الخبراء بأن إخراج فاغنر يعد من أولويات واشنطن في ليبيا والقارة الأفريقية ككل.
حيث أن الإدارة الأمريكية تسعى بشتى الطرق لبسط سيطرتها ونفوذها على المنطقة الشرقية من ليبيا لغناها بحقول النفط، إلا أن وجود فاغنر الى صف الجيش الوطني الليبي يمنعها من إستخدام الميليشيات المسلحة من مناطق البلاد الغربية لخلق بلبلة وصراع إضافي يسمح لها بوضع يدها على هذه الحقول.
وفي هذا السياق أفاد مختصون بأن تركيز واشنطن على وجود فاغنر في ليبيا ممثلاً في قوة عسكرية لا تتجاوز 2000 مقاتل على أبعد تقدير، كما ورد في التقارير الأميركية نفسها، من دون الحديث عن وجود عسكري تركي أكبر ومرتزقة بالآلاف جلبتهم إلى ليبيا وتسيطر بهم على غرب البلاد، هو بمثابة النظر بعين واحدة وهدفه حماية المصالح الأميركية وليس البحث عن مصلحة ليبيا.
يُشار الى أن المسؤولين الأمريكيين سبق وأن باركوا محاولات عديدة فاشلة لوضع آلية لإدارة عائدات النفط الليبي بإشراف مباشر من واشنطن، ليقوم إئتلاف شركات أمريكية يدعى “هاني ويل – يو أو بي” بعدها بتوقيع إتفاقات مع المؤسسة الوطنية للنفط لإنشاء مصفاة نفط في مدينة أُوباري جنوب ليبيا.
من جهة أخرى، إن دعم واشنطن الكبير لمبادرة باتيلي مجهولة المعالم، يُعتبر تضييقاً للخناق على الليبيين، ورفضاً واضحاً لتوافق مجلسي النواب والدولة في البلاد الذي حصل في الأسابيع القليلة الماضية، ومحاولة لتمرير مبادرة البعثة التي ستكون تحت سيطرة دول خارجية مُستفيدة من حالة الفوضى في البلاد ولا تعمل على تحقيق مطالب الشعب الليبي.
وهذا الإلحاح من قبل الولايات المتحدة عبر البعثة الأممية ومبادرة مبعوثها على إجراء الإنتخابات يهدف الى إيصال رئيس موالي لواشنطن مع الإبقاء على حالة الإنقسام، ليطبق الأجندة الأمريكية في السيطرة على موارد البلاد ونهبها دون عوائق.

-- Advertisement --

Leave A Reply

Your email address will not be published.