كتب / رضا محمد حنه
محرر صحفي في جريدة دمياط اليوم
و كاتب في موقع الجمهورية اليوم
و جورنال الحرية
لقد كثرت في السنوات الأخيرة الأحزاب و الاتحادات و الائتلافات و الحملات السياسية في وطننا العربي عامة وفي بلد مثل العراق و التي قد تجاوز عدد الأحزاب فيها المائتي حزب وقد يكون ذلك امراً غريباً عند البعض ولكني اراه طبيعياً لأننا في بداية تشريع قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية رقم 36 لسنة 2015م ومن حق أي مجموعة من الأشخاص ان يؤسوا حزباً سياسياً طالما توافرت فيهم شروط التأسيس التي اقرها قانون الأحزاب والتنظيمات السياسة وقد تستمر هذه الحالة لسنين طوال الى ان تستقر أحزاب معينة ومعدودة.
و لكن إن أي عمل يحتاج الى مقومات للاستمرار والنجاح ، وان مجموعة الاحزاب التي سوف تنجح هي أحزاب بعدد أصابع اليد لأسباب ممكن ان ندون أهمها: –
1- وجود (النظام الداخلي) المفصل والمفعل. ويجب ان لا يكون نظاماً شكلياً فقط لأجل استكمال شروط تأسيس الأحزاب، فهناك أحزاب لديها نظام داخلي لكنه مركون في الرفوف والأمين العام للحزب او رئيس الحزب هو من يأخذ كل الصلاحيات ويبقى يقود الحزب طوال حياته ثم يورثه لمن يريد.
وهذا سبب رئيسي في تفكك الأحزاب وعدم قبولها من افرادها في المقام الاول قبل الآخرين .
2- البرنامج السياسي ومشروعهم المستقبلي.
لابد لأي حزب سياسي أن يكون له مشروع متكامل مفصل يوضح فيه مبادئ الحزب وأهدافه وسبل تحقيق هذه الأهداف بحيث تكون قابله للتنفيذ وفق الدستور والقوانين النافذة حتى وان رأي البعض انه كان بعض القوانين يشوبها بعض الخلل.
3- تطرح مشروعها السياسي وبرنامجها الانتخابي بمؤتمر عام يشارك فيه مجموعة من النخب والأكاديميين وهذا الامر يعزز مكانة الحزب ويزيد من كفاءة البرنامج وزيادة مؤيديه.
3- يقود الحزب سياسيون مخلصون اكفاء،
(… استأجره ان خير من استأجرت القوي الأمين) فقادته يجب ان يكونوا ذي علم وخبرة وأمناء ولا يمكن ان تشوبهم شائبة الفساد سواءً المالي او الإداري وهذه من مفسدات استمرارية الأحزاب السياسية واهم أسباب قلة مؤيديها.
4- يؤمن الحزب بالممارسات الديمقراطية ((قادة ومنتسبون) في كل مؤسسات الحزب ومكاتبه وان يكون معيار تسلم أي منصب هي الكفاءة والإخلاص لا المحسوبية و الكلام المنمق و المعسول .
وكل ذلك يدون في النظام الداخلي للحزب. وتفصل اليات الانتخاب واختيار المناصب.
5- النزول الى الميدان والاقتراب من المواطن وكسبهم بالتواجد بين اوساطهم وعدم التعالي او التفضل عليهم.
فقرب القيادة من القاعدة الجماهيرية يعطيهم امل بأن هؤلاء يسعون لإيصال معاناتهم والاهتمام بها لحلها.
7- يؤمن الحزب بالدستور والعملية السياسية والقوانين النافذة والتداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات وبالمواطنة.
8- يجب على الأحزاب السياسية عدم تسييس الجيش والشرطة وجميع القوات والأجهزة الأمنية واعتبار هذه القوات هي الحارس الأمين للوطن والمواطن و ليس للأحزاب و قادتها.
9- الاهتمام بالواقع لا ان يأخذهم الخيال للوصول الى اهداف الحزب وتمكينه من الوصول الى السلطة. دون ان يحقق شيئا على ارض الواقع.
10- اجتناب التهريج والكلام الممل فأن ذلك يبعد عنك حتى مناصريك.
11- الواقعية في القدح والمدح … والإنصاف بين خصومك ومؤيديك بحيث لا يكون مبالغة في مدح أصدقاء الحزب أكثر من اللازم او قدح وذم معارضيه أكثر من المعقول فسعة الصدر مطلوبة والكلام بحدود مطلوب أيضا .
12- يجب ان تكون لدية خطة انتخابية واسعة وبضمنها تفصيل دقيق لاختيار المرشحين واعدادهم الاعداد التام فهم واجهة الحزب بعد الفوز وهم من يسلط الضوء عليهم وعلى انجازاتهم وكفاءتهم في أداء المهام التي وكلت لهم وايدهم جمهور الناخبين للحزب. فأن لم يحسن الاختيار سيؤدي الى تقليل المناصرين وعزوف الناخبين لتأييدهم في الدورة الانتخابية القادمة.
13- ليعلم قادة الحزب انه لا يمكن ان يحكم لوحده دون الائتلاف مع أحزاب أخرى وهذا يحتاج حكمة بالغة في التعامل بين أعضاء الحزب ومؤيديه من جهة وبين قادة الحزب والأحزاب الأخرى من جهة ثانية وكذلك كيفية وصول رسالة مطمئنة للمواطن او الناخب المؤيد. وهذا يحتاج حنكة سياسية من القادة لإقناع المؤيدين لهم و معهم.
14- ان يكون الحزب وعاءً سياسياً يحتاجه المواطن للدفاع عن حقوقه وان يكون صوت الناخب في البرلمان او المجالس المحلية. او في الحكومات المحلية او الوطنية.
15- ان يكون جميع قادته من ذوي الخبرة والكفاءة وتربطهم بالناخب علاقات قبل الانتخابات وبعدها وان لا يعطوا وعود غير قابلة للتنفيذ وهذا مما يضعف مؤيدي الحزب ويقلص ناخبيه في الدورات القادمة.
16- دقة الإدارة والتنظيم داخل مؤسسات الحزب تعطي شعور بأن هؤلاء قادرون على إدارة محلية او وطنية اما ان كان هناك خلل في الإدارة وسوء في التنظيم فقد يصبح منفراً حتى من مناصري الحزب وقد ينتهي في الاخر حتى وان كان اخلاص في النوايا.
17- ان تكون قراراتهم وبالأخص المصيرية بالمشورة لا ان يستأثر الأمين العام او مجموعة مقربة منه قرارات الحزب فالمشورة تشعر الجميع بأنهم سواسية وبأن اراءهم محترمة وقد يكون تنصل كثير من المرشحين بعد فوزهم بسبب تسلط قادة الأحزاب او عدم وجود مشورة بينهم.
18- دراسة حالة فشل الأحزاب واعداد ورقة بذلك وعقد اجتماع موسع لتدارك الأخطاء وإيجاد الحلول الناجعة وعدم تكرار الخلل.
19- الاهتمام الواسع بشريحة الشباب والشابات فهم اعلى نسبة بين الناخبين وأقلهم تمثيلا في المجالس المحلية او البرلمانية
كان هذا سرد لمقومات نجاح الأحزاب السياسية
دمتم و دامت بلادنا حرة آمنة في ظل قيادتها الرشيدة و جيشها الباسل و رجال أمنها الاوفياء