كسوف الشمس ، خسوف القمر عند المصريين القدماء
بقلم : إبراهيم أحمد موسى..
كانت السماء _ عند المصريين القدماء _ هي الأم وليس الأرض ، وهي رؤية مهمه ، شارك فيها المصريين القدماء ، وشارك فيها الفرعون بتمثيل نفسه على أنه قرص الشمس في رحلته بعد الموت حيث نجد المعبودة ” نوت” مرسومة داخل أغطية التوابيت ، ذراعيها ممدودتان إلى الأعلى ، وبين يديها الشمس المولودة في نفس ذلك الوقت .
من ناحية أخرى ؛ كان القمر بمثابة الأداة الأولى لقياس مدة العام والشهور والأسابيع عند المصريين القدماء .
كانت الشمس تمثل العين اليمنى لحورس ، بينما القمر يمثل العين اليسرى له ، وتشير النصوص الدينية إلى وقت اختفاء الجرمين السماويين ، حيث يتحول المعبود في هذه اللحظة إلى إله الحرب العنيف « هو الذي بلا عيون ».
تصف بردية ” نبوءة نڤرتي ” الفوضى و الإنقلاب الذي يحدث في البلاد ، حتى يأتي الفرعون ” أمنمحات الأول” المنقذ الذي سيعيد النظام إلى البلاد .
نقرأ في النبوءة: « سوف تفترق الشمس عن البشر ، حينما تشرق ، يبدأ الزمن ، ولكن لا يمكن تمييزها في منتصف النهار ، حيث لا يستطاع تمييز ظلها ؛ فلن تغشى الرؤية الأبصار عندما تنظر إلى السماء ، ولن تدمع العينان ، وستصبح الشمس في السماء كالقمر …».
وإن كان هذا كسوف الشمس ؛ فإن المصري القديم قد رأي ظهور حدث مشابه وهو خسوف القمر ، ولكنه لا يأخده على محمل ديني هستيري مثل الشعوب الأخرى ، فالأدلة والبراهين إلى خسوف القمر قليلة جداً ، ربما نجد ذلك في قراءة لحلقة من حلقات أسطورة ” حورس وسِت ” ، حيث ابتلع “سِت” في أثناء الشجار العنيف عيناً من عيني حورس ، والتي تولد من جديد فيما بعد من تحُوت ، وهذه هي واحده من خسوف القمر ، فيما عدا ذلك ، لا يوجد ذِكر لكسوف الشمس أو خسوف القمر في الوثائق المصرية .