- Advertisement -
للكاتبه : هاجر عبدالله عبدالحكيم..
تشتهر إسطنبول بكثرة مساجدها التاريخيّة، ويتميّز مسجد سليم الأول المعروف باسم مسجد يافوز سليم بوقوعه على قمّة هضبة في مدينة إسطنبول، فضلاً عن إطلالته الرائعة على منطقة القرن الذهبيّ، وعلى أكبر الخزانات الرومانيّة القديمة في المدينة ، وهي المساجد التي بناها سلاطين الإمبراطورية العثمانية. وقد كان جامع بورصة الكبير والجامع الأخضر في مدينة بورصة، أول المساجد التي بناها السلاطين في أوائل العصر العثماني.
” تعريف السلطان سليم الأول “
يعتبر سليم الأول تاسع السلاطين العثمانيين، وخليفة المسلمين الرابع والسبعين، وهو أول من حمل لقب أمير المؤمنين من العثمانيين، واستمر حكمه للدولة العثمانية من عام 1512م-1520م، وأطلق عليه الأتراك لقب القاطع أو الشجاع بسبب شجاعته في ساحة الحرب، كما سماه الإنجليز بسليم العابس كونه متجهم الوجه، وتميّز عهد هذا السلطان بتحوّل الفتوحات من الغرب الأوروبي إلى المشرق العربي، كما أصبحت الدولة العثمانيّة أهم طرق التجارة البريّة التي تمر من أراضي الدولة.
واختلف هؤلاء الأمراء في العديد من الأفكار والآراء، فكان كركود محباً للعلوم والآداب والفنون، أما أحمد فكان مرغوباً لدى الأعيان والأمراء، بينما كان سليم محبّ للحرب، ومرغوب لدى الجند بصفة عامة، والانكشاريّة بصفة خاصة، وبسبب هذا الاختلاف بين الأمراء عيّن السلطان ابنه كركود والياً على إحدى ولايات سلطانه البعيدة، وولى أحمد على أماسيا، بينما تولى سليم ولاية طرابزون.
” نشأة وحياة سليم الأول “
سليم الأول : هو ابن السلطان بايزيد الثاني بن محمد الفاتح والسيدة عائشة كلبهار خاتون، وُلد بتاريخ 10 تشرين الأول في عام 1470م في مدينة أماسيا الأناضوليّة على ساحل البحر الأسود، وهو واحد من أولاد السلطان الثمانية الذين ماتوا، ولم يبقى سوى كركود وأحمد .
” مسجد السلطان سليم الأول “
-- Advertisement --
تمّ بناء مسجد سليم الأول في الفترة ما بين عامي 1520/1527م، ويُعتبر ثاني أقدم مسجد عثمانيّ في إسطنبول ومن مساجد تركيا البديعة، وقد بني بأمر من السلطان سليمان القانوني، إحياءً لذكرى والده السلطان سليم الأول الذي توفّي عام 1520م.
ويسود اعتقادٌ مفاده أنّ المعماريّ الشهير سنان آغا قد شارك في بناء المسجد بلمساته الفنّيّة الرائعة، حيث تمّ التأكّد من كون أحد المقامات الموجودة خارج المسجد من بناءه بالفعل.
وتحتوي الساحة الأماميّة للمسجد على أعمدة مرصوفة، مبنيّة من عدّة أنواع من الرخام والغرانيت، وتنتصب في المسجد مئذنتان متناظرتان.
“فن العمارة ضمن مسجد السلطان سليم الأول في اسطنبول بتركيا “
يتكوّن المخطّط الداخليّ للمسجد من صالة مربّعة الشكل بسيطة التركيب، وتتميّز الصالة بكونها مغطّاة بقبّة شبه مسطّحة يبلّغ ارتفاعها 32.5 متراً، وتتألّق بنوافذها الجميلة المزيّنة بالخزف.
وفي شمال الصالة الرئيسيّة وجنوبها توجد ممرّات مسقوفة بالقباب، تصل إلى أربع غرف مسقوفة أيضا بالقباب، كانت تستخدم نزلاً للدراويش المسافرين.
وقد بُني مقامٌ مثمّن الشكل للسلطان سليم الأول خلف المسجد يطلّ على منطقة القرن الذهبي بإطلالة جميلة، وله شرفة فريدة من نوعها.
بينما يوجد مقامٌ آخر مُثمّن الشكل أيضاً نُحِتَ عليه كتاباتٌ طويلة من الخارج، ويضمّ أربعة قبور لأبناء السلطان سليمان القانوني، وقد بني في عام 1556م ونُسب أيضاً إلى المعماري سنان آغا، وهناك مقام ثالث فيه قبر السلطان عبد المجيد الأول، وقد بني قبل وفاته بقليل عام 1861م.
ولذلك كان مسجد السلطان سليم الأول يتميز بموقعه الجغرافي فهو موجود على الهضبة الخامسة المطلة على القرن الذهبي.
حتى عام 2008 كان أكبر مسجد في ألمانيا، ويستقبل 3000 مصليا في نهاية كل أسبوع.
-- Advertisement --
