بوابة الجمهورية الاخبارية موقع اخباري شامل يضم كافة الاخبار المحلية والعالمية واخبار الاسعار والحوادث والتقارير الاخبارية

قادتها حركة فتح .. 37 عاماً على اكبر واضخم عملية تبادل في تاريخ الثورة الفلسطينية

- Advertisement -

بقلم الاعلامي رضوان عبدالله…سها جادالله…

23 نوفمبر 2020 –
تمر علينا ذكرى أهم عملية وأكبر عملية تبادل أسرى في تاريخ الثورة الفلسطينية والتي قام بها فدائيين من حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» في تاريخ 24/11/1983 حيث تم الإفراج عن 4600 أسير مقابل 6 جنود من العدو الإسرائيلي .

تاريخ العملية :

في الحادية عشرة من صباح الرابع من أيلول الموافق السبت من عام 1982 كما يروي العملية قائد عملية الأسر وهو عيسى حجو من قضاء طبرية هاجر والده إلي منطقة الجولان السورية بعد النكبة وعمل في وكالة الغوث وتابع دراسته في الجزائر , التحق قائد المجموعة بالثورة الفلسطينية عام1968 م , على اثر حرب 1982 قطع دراسته ليلتحق بالثوار في التطوع دفاعاَ عن الثورة , ولكن احتلال العدو لثكنة عسكرية تدعى ‘ هنري شهاب ‘ حال دون وصوله إلي بيروت وبقى مع المجموعات الفدائية العاملة في منطقة الجبل في جنوب لبنان والقيام بمهام الرصد والاستطلاع وتنفيذ بعض العمليات , ويقول القائد العملية البطولية انه بعد خروج القوات لبنان صدرت أوامر من قيادة حركة فتح بضرورة , أسر عدد من الجنود فقامت المجموعة بإبلاغ القيادة عن وجود إحدى الدوريات المعادية التي اعتادت على المرورفي وقت محدد من الشمال من بحمدون عبر واد كثيف الأشجار وشديد الوعورة إلي منطقة حمانا وهي قرية لبنانية نحت السيطرة السورية , وبسبب كثافة الأشجار ووعورة الطريق اعتادت الدورية السير على الإقدام بسبب عدم قدرة الآليات على الدخول إلي نقطة قريبة معينة تم التوقف .

بدء العملية :

ويضيف قائد العملية انطلقت مجموعاتنا من القاعدة السرية المتقدمة وكنا نرتدي بزات عسكري مثل البزات التي يلبسها عناصر حزب الكتائب ونحمل رشاشات من نوع كلاشينكوف آلماني , وعندما اقتربنا من الهدف اتفقنا على عدم التحدث وان يتم التفاهم بيننا بالإشارات , وهناك المجنزرة الإسرائيلية قد أفرغت حمولتها بالكامل من ثمانية جنود مدججين بالأسلحة الفردية والذخائر والمون التي تكفيهم طوال اليوم , وبسبب حرارة الصيف ووعورة الطريق اخذ التعب من الجنود الإسرائيليين ما أن وصلوا إلي الكمين حتى استقلوا على الأرض وكلفوا ثلاثة منهم بالحراسة ..

ساعة الصفر :

وفي هذا الإثناء كانت مجموعتنا ترصدهم و تتعقبهم , في انتظار الفرصة المواتية للانقضاض عليهم , وتم الاتفاق في الانقضاض عليهم على أن أكون أنا في المقدمة ثم يتبعني عنصر أخر بعد خمس دقائق ثم يتقدم العنصران الآخران بعد دقيقتين ومن اتجاهين مختلفين , وفي حالة تم الاشتباك يقوم العنصران الآخرين بإطلاق النار على الجميع , في ساعة الصفر تقدمت ودخلت إلي وسط الجنود الموقع الإسرائيلي ولكن لباسي وهيئتي وسلاحي لا يوحيان باني من الفدائيين بل باني من عناصر حزب الكتائب , فصافحت احد الجنود وتحدثت معه بالفرنسية التي أتقنتها في دراستي وركزت حديثي إلي احد الجنود وكأني اعرفه من مدة طويلة وكان جالسا على بندقيته من طراز جليل فيحضنه , تم تقدمت من ذلك الجندي ووضعت قدمي على كعب بندقيته , في هذه اللحظة التي وصل فيها زميلي إلي الموقع وطلبت من الجندي الوقوف واضعاَ بندقيتي في بطنه وسحبت الأقسام استعداداَ لإطلاق النار , فأصبت جنود الموقع بالذهول وحاول احدهم إطلاق النار ولكن احد زملائي تحدث له بالعبرية قائلا ‘ لانطلق النار إذا أردت أن تعود إلي أمك سالماَ ‘ فأيقن الجنودالإسرائيليين أنهم محاصرون , فأمرهم قائدهم بعدم المقاومة , وفي هذها الحظة وصل زميلنا الثالث , فأدرك الجنود أنهم محاصرون ولا يستطيعون القيام بشي , فطلبت من صديقي الذي يتقن العبرية أن يقول له أننا فدائيين ولا نرغب بقتلهم أو إيذائهم إلا إذا حاولوا المقاومة , وان الموقع محاصرمن جميع النواحي , فصعق الجنود , فاستسلم الجنود جميعاَ فأمرنهم بالنزول إلي المدرج الثاني داخل الموقع فقد كنا نعرف أن عدد الجنود في الموقع 8ولكننا لم نجد إلا 5 , وفي هذه اللحظة دخل جندي من بين الأشجار فأمره زميلي بالعبرية برمي سلاحه وإلا لن يرجع إلي أمه سالماَ , فرأى زملائه الجنود فقام برمي السلاح ورفع اليدين ثم تبعه الجنديين الأخريين , تم الأمر في فترة 5-7 دقائق , وكان الأمر بالنسبة إلي الدورية العسكرية الإسرائيلية مفاجأة , ومع إن عملية الأسر انتهت إلا انه لم ينته إلي مجموعة الفدائيين , في كيفية نقل الأسرى من منطقة يوجد فيها الحواجز والمواقع العسكرية لتنظيمات مختلفة , وما اثر القلق لقائد المجموعة الفدائية ..؟ ما العمل ثمانية جنود إسرائيليين لدى 4 فدائيين , وهكذا بدأت عملية الإخلاء الصعبة والشاقة حيث عمل قائد المجموعة إلي إعادة الأسلحة إلي الجنود الثمانية وكلفوا بحملها بعد ان جرت عملية تبديل مخازن الذخيرة في كلا سلاح فلا يحمل الجندي أي ذخيرة من نوع نفس السلاح الذي يحمله حتى لا يشكلوا خطورة , وفي طريق العودة أصيب احد الجنود الإسرائيليين برصاصة بكفته إثناء تعثر احد الفدائيين فانطلقت رصاصة من بندقية الفدائي باتجاه الجندي الإسرائيلي , وحتي لا يحدث لبس في أثناء توجهنا للقاعدة العسكرية , قمت بالتوجه لوحدي في البداية للقاعدة وأبلغتهم إن عملية الأسر نجحت , وفي سبيل التغلب على نقل الأسرى إلي منطقة البقاع وعلى مشكلة الحواجز والمواقع المنتشرة في المنطقة تم الاتفاق مع موقع الجبهة الشعبية – القيادة العامة – للمساهمة في عملية نقل الأسرى , حيت تتمتع سيارات الجبهة الشعبية بحرية اكبر للحركة على الحواجز والمواقع المنتشرة على الطريق , وتم تقسم الأسرى إلي مجموعتين , المجموعة الأولى تضم أسيرين في سيارة تابعة للجبهة الشعبية وتسير في المقدمة وتضم المجموعة الثانية ستة اسري في سيارة تابعة لفتح وتسير في المؤخرة وبهذا الأسلوب تم اجتياز الحواجز والمواقع على الطريق إلي مقر القيادة في البقاع ولكن الجبهة الشعبية – القيادة العامة أصرت على الاحتفاظ بالأسيرين , وعند وصول الفدائية إلي المقر في البقاع عمت الفرحة وتم تسليم الأسرى الجنود إلي الأخ محمود العالول , وتم إبلاغ القيادة في دمشق بعملية الأسر , وما أن اكتشف الإسرائيليين فقدان جنودهم حتى بدأت عمليات البحث بالطائرات والمجنزرات والجنود , وبعد ذلك أعلنت إسرائيل فقدان 8 جنود محذرة من المساس بهم , إما على الصعيد الداخلي لإسرائيل فقد اعتبرت إحدى الانتكاسات التي مرت بإسرائيل .

مرحلة المفاوضات مع العدو :

استمرت المفاوضات مع العدو الإسرائيلي ما يقارب العام والنصف وشاركت فيها جهات دولية بما فيها الصليب الأحمر , والنسما في شخص مستشارها كرايسكي وغرسنا في مرحلة لاحقة وتعرضت هذه المحادثات لأكثر من مرة بالشلل والتضارب في الآراء كانت هناك اختلافات بين قيادة الثورة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي حول عملية إطلاق سراح الاسرى , من اجل ذلك شكلت قيادة الثورة بقيادة الراحل الرمز ياسر عرفات الذي كان محاصراَ أنداك في طرابلس لجنة متابعة ومواصلة الاتصالات مع الإطراف المعنية , وكذلك شكل العدوالإسرائيلي لجنة متابعة تغيرت أكثر من مرة , حيت تعنت العدو الإسرائيلي أكثر من مرة , ولكنما أرغم العدو الإسرائيلي بالعمل على الموافقة على مطالب حركة فتح ومنظمة التحرير انه خلال الاشتباكات التي جرت في طرابلس في شمال لبنان , أحس الإسرائيليون بالخطورة على حياه أبناءهم الاسرى بسبب جدية الموقف من قبل قيادة الثورة فوافقت إسرائيل على إطلاق العدد الذي تحدد من قبل قيادة فتح والثورة حيث شارك في هذه المفاوضات كل من قائد الثورة ياسر عرفات , وخليل الوزير نائب القائد العام للثورة , ونبيل أبوردينة , حيث اجتمعت القيادة تحت أزيز الرصاص و الانفجارات في طرابلس مع ممثل الصليب الأحمر جون هفيلكير وبدأت مرحلة المفاوضات على الانتهاء حيث كان مطالب القائد العام للثورة الفلسطينية :

1. إطلاق سراح اسري معتقل أنصار والنبطية وصيدا وصور

2. إطلاق سراح مئة أسير وسجين من سجون الداخل

3. إعادة أرشيف مركز الأبحاث الفلسطيني

4. الإفراج عن ركاب الباخرتين كورديلا وحنان .

وقد نقل الصليب الأحمر وجهة نظر ومطالب القيادة وفي 20/11/1983 في طرابلس – بلبنان عقد اجتماع مثله القائد العام للثورة الفلسطينية ياسر عرفات ونبيل ابو ردينة وبحضور الصليب الأحمر برئاسة جون هفيليكرو تم الاستعراض على نتائج الاتصالات مع العدو الإسرائيلي من قبل الصليب الأحمر حيث أبلغت ‘ إسرائيل ‘ الصليب الأحمر اعتراضها على إطلاق كافة الأسماء من معتقلي الداخل , وقالت إسرائيل أنها تريد إن تختار الأسماء بينما أصرت القيادة الفلسطينية للثورة على التمسك بكافة الشروط المسبقة , وأعيد الاجتماع في تاريخ 22/11/1983 الموافق الأحد ومثل الوفد الفلسطيني أبو عمار والسيد نبيل أبو ردينة ونقل الصليب الأحمر عن محاولة إسرائيلية باختيار50 % من الأسماء معتقلي الداخل مقابل 50 % للمنظمة ورفض الوفد الفلسطيني , وتمسك بشروط وتم عقد اجتماعات طوال يومالاثنين 23/11/1983م بجولة ثانية بوجود أبو عمار وأبو ردينة , ووافقت إسرائيل على كافة المطالب التي فرضتها منظمة التحرير وحركة فتح , وكذلك موافقة إسرائيل على اقتراح الصليب الأحمر بإجراء عملية التبادل فيعرض البحر وتم الاتفاق على تحديد مكان اللقاء شمالعرب جزيرة رانكين الساعة الثانية عشرة ليلة 23-24/11/1983 م , حيث وقع أبوجهاد النائب العام للثورة الفلسطينية على وثيقة الصليب الأحمر بتسليم 6 جنود في نفس الوقت الذي يتم فيه تحرير الاسرى الفلسطينيين واللبنانيينوكذلك وقع على وثيقة الصليب وزير الحرب الإسرائيلي موشيه ارنس ..

ونصت الوثيقة ان تكون عملية التبادل على ثلاث مراحل :

المرحلة الأولى : التحرك على الشاطئ اللبناني تقوم إسرائيل بإطلاق سراح ركاب الطائرة الأولى من مطار اللد باتجاه الجزائر .

المرحلة الثانية : يتسلم الصليب الأحمر للأسرى الجنود مقابل سماح إسرائيل إطلاق الطائرة الثانية للأسرى إلي الجزائر

المرحلة الثالثة : لحظة تسلم الجانب الفرنسي الاسرى الجنود تقوم إسرائيل بالسماح للطائرة الثالثة بالإقلاع باتجاه الجزائر على إن يتم إطلاق سراح معتقلي معسكر أنصار الذي اختاروا البقاء في لبنان , حيت نقل الاسرى الفلسطينيون بطائرات جمبوا فرنسية من مطار اللد الي الجزائر .

بدء عملية التبادل :

بدأت في ميناء طرابلس في شمال لبنان في الساعة العاشرة من ليل الخميس23تشرين الثاني 1983 حركة غير عادية , حيث كانت زوارق بخارية تقف على أهبهالاستعداد وكانت بداخلها حراسة مشددة من قبل قوات حركة فتح ولا احد باستثناء معاوني ياسر عرفات وبعض مسئولي اللجنة الدولية للصليب الأحمر , حيت تم نقل الجنود الاسرى إلي الميناء ثم من الزوارق إلي سفينة فرنسية ترفع علم الصليب الأحمر تبعد 8كيلومترات عن شواطئ طرابلس حيث قام شموئيل تامير رئيس الوفد العدو باستلام الاسرى من مندوبي الصليب الأحمر .

وكان يتم في جنوب لبنان عملية مماثلة حيث توجهت قيادة الجيش الإسرائيلي إلي معتقلي أنصار فعرضت عليهم البقاء في لبنان أو نقلهم إلي الجزائرفاختار 3600 نقلهم الي لبنان وتم نقلهم في 120 باص , إما الذين تم اختيارهم للجزائرفقد تم جمعهم في مجموعات صغيرة في معتقل أنصار وبدء نقلهم تحت حراسة مشددة إلي مطار اللد , إلي إن قامت الطائرات الفرنسية بنقلهم إلي الجزائر ..

-- Advertisement --

واليكم أسماء الجنود الستة :

1. الياهو أبو طبل 20 عام

2. داني غلبوك 20 عام

3. رفائيل حزان 21 عام

4. رؤوبنكوهين 19 عام

5. ابراهما فتلبسكي 19 عام

6. آفي كورنفيلد 20 عام

إما أسرانا فكانوا موزعين على التالي :

4700 أسير فلسطيني ولبناني في سجن أنصار

ذهب منهم 1024 إلي الجزائر وعاد الباقي إلي لبنان إلي مدنهم وقراهم ومخيماتهم

65 معتقلاَ كان في سجون الداخل منهم 52حكموا بالسجن مدى الحياةبينهم ثمانية من فلسطيني 48

35 من تم احتجازهم في عملية قرصنة بحرية التي قامت بها السفن البحرية الإسرائيلية

ردود الفعل الإسرائيلية :

فقد كان لظروف وقوع الجنود الاسرائيلين الستة في الأسر والثمن الباهظ الذي دفعته إسرائيل مقابل الإفراج عنهم والنصرالفلسطيني الكبير في هذه العملية تفاعلات أخرى ,

فمن ناحية ندد ما يسمي مجلس المستوطنات اليهودية بالمناطق المحتلة بقرار حكومة العدو الإسرائيلي حول هذه العملية وإطلاق سراح الألف من المعتقلين مقابل ستة جنود من الاسرائيلين ويذهب احد أعضاء الكنيست إلي حد المطالبة بسن قانون يسمح بفرض عقوبة الإعدام على الفلسطينيين الذي يقدمون للمحاكم الإسرائيلية بتهمة قتل جنود أو مدنيين اسرائيلين وتثبت التهمة عليهم بحيث لا يمكن إطلاق سراحهم بعد ذلك بحيث لا يمكن إطلاق سراح ‘ القتلة ‘ أسرى الحرب على حد تعبيره ,

كما أن هذه العملية أثرت على نفسية الجندي الإسرائيلي وخاصة في ضوء المعاملة الحسنة التي تلاقها إثناء الأسر . مما رغب عدد منهم في الاستسلام في حال وقوعه بالأسر .

ومن جهة ثانية انتقدت لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أثناء مناقشة موضوع تبادل الأسرى , فقد طالب اثنان من أعضاء اللجنة المذكورة ببدء مناقشة حول المعايير التي يعتمد عليها في إطلاق سراح المعتقلين الأمنيين والمعايير التي على أساسها تتفاوض الحكومة لإطلاق سراح الأسرى الاسرائيلين , وذلك نتيجة مباشرة لاتفاقية التبادل .

وقد وصلت ردود الفعل إلي السجناء الاسرائيلين المحكومين بالتهمة الجنائية في سجون العدو بالعفو عنهم في أعقاب عمليات تبادل الأسرى مع منظمة التحرير .

ردود الفعل الفلسطينية :

فعلى الصعيد الفلسطيني في مختلف قطاعات الشعب الفلسطيني عمت الفرحة ممزوجة بالأمل في الإفراج عن باقي الاسرى والمعتقلين , وكما اعتبرت على المستوى الرسمي الفلسطيني لمنظمة التحرير نصراَ كبيراَ حيث نجحت في الإفراج عن الآلاف الاسرى والمعتقلين ,

أما على صعيد أهل فلسطين الداخلي , فقد عمت الفرحة كل بيت , وعندما تواردت الأخبار الإفراج عن الألف الاسرى واتبع المواطنون في مختلف مدة وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة اهتمام بالغ الإنباء المتعلقة بعملية التبادل وتجمعت عشرات العائلات منذ الصباح الباكر في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر .

-- Advertisement --

Leave A Reply

Your email address will not be published.