هامَت وُرودي وثَغرُ الليلِ يَلثُمُها
لَمْ تُفْضِ سِرّاً ولَمْ تَبخَلْ على داري
تختال والعِطرُ في الأنسامِ يَنفَحُها
تُضحِي المَساءَ شَذىً مِنْ غيرِ إضمارِ
هَبَّ الحنينُ بِأنفاسي فسَحَّ لهُ
أريجُ عشقٍ يَزُجُّ الشوقَ بالنارِ
يُشْجي الفؤادَ وعينُ الليلِ في رَغَدٍ
كأنَّه مَطرٌ أو مَنبَعٌ جاري
حيرانةٌ وليالي الشَّرْقِ قد بَردَتْ
ما بينَ شِقِّ الدُّجى تَسْري وإِِمطَارِ
أبوحُ والنومُ قد لاحَتْ بوادِرُه
يَحنُو على رَمْشِ عيني بالشَّذَى السَّاري
وعاشقُ الوردِ ليسَ العطرُ يهجرُه
يغفو بطيبٍ ويَصحُو غَيرَ مُنهارِ