كتبت /د رحيل غالب
أولا لنعود الى عام 1949 حيث تم تأسيس حلف شمال الأطلسي (ناتو) حلف الناتو هو نظاما للدفاع الجماعي تتفق فيه الدول الأعضاء على الدفاع المتبادل رداً على أي هجوم من قبل أطراف خارجية. ثلاثة من أعضاء الناتو (الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة) هم أعضاء دائمين في مجلس الأمن الدولي يتمتعون بـ “حق الفيتو” حق الفيتو باختصار هو حق الاعتراض على أي قرار يقدم لمجلس الأمن دون إبداء أسباب منذ عام 1997 انضمت 12 دولة الى الحلف و تذكروا جيدا بالنسبة لروسيا فإن “تمدد” حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى حدودها مع أوكرانيا “خطا أحمر” ثانيا لنتعرف على شبه جزيرة جميلة تُسمى “شبه جزيرة القرم” سوف نتطرق لعلاقة حلف ناتو لاحقا ونربط جميع المواضيع ببعض منحت الجغرافيا والتاريخ والتنوع السكاني إقليم شبه جزيرة القرم الواقع جنوبي أوكرانيا والمطل على البحر الأسود، صفة الفرادة بين أقاليم البلاد يتجاوز عدد سكانها مليوني نسمة، ينحدرون من مائة قومية، أبرزها الروس والتتار والأوكرانيون. ويتكون القرم من عدد من المدن الكبيرة والصغيرة، أبرزها عاصمتها سيمفروبول ومينائها الرئيسي سيفستوبول الذي يُعد منذ عصر القياصرة الروس حتى الآن مقر أسطول البحر الأسود الروسي، وظل القرم لسنوات طويلة دار الصراع لقرون عدة بين قوى مختلفة من بينها سكان جنوى والبندقية والرومان والبيزنطيون والعثمانيون وبالطبع الروس للسيطرة على شبه الجزيرة بسبب أهميتها الجيوإستراتجية المتمثلة بتحكمها في البحر الأسود وامتلاكها مدخلا على مضيق البوسفور والبحر المتوسط في فبراير 2014، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعاً طوال الليل مع رؤساء الأجهزة الأمنية لمناقشة مسألة تخليص الرئيس الأوكراني المخلوع والموالي له فيكتور يانوكوفيتش, وفي نهاية الاجتماع قال “يجب علينا أن نبدأ العمل على إعادة شبه جزيرة القرم إلى روسيا” في 23 فبراير، أقيمت مظاهرات موالية لروسيا في عاصمة القرم. واستولت القوات الروسية المتخفية على المجلس الأعلى أو ما يُعرف ببرلمان القرم في يوم 27 فبراير كما استولت كذلك على مواقع إستراتيجية في جميع أرجاء القرم، مما أدى إلى تنصيب حكومة سيرغي أكسيونوف الموالية لروسيا على القرم تم إجراء استفتاء حول حالة القرم وإعلان استقلالها بتاريخ 16 مارس عام 2014 وتزامن ذلك مع إعلان روسيا عن ضمّها لشبه جزيرة القرم يوم 18 مارس عام 2014. أدانت أوكرانيا وكثير من رؤساء العالم الضم والإجراء التي قامت به روسيا واعتبرته انتهاكاً للقانون الدولي والاتفاقات الموقعة بين روسيا والمحافظة على الوحدة الإقليمية لأوكرانيا اما الاتحاد الروسي قد عارض تسمية “الضم”، حيث يدافع بوتين عن الاستفتاء بحجة امتثاله حق تقرير المصير للشعوب تطالب موسكو بضمانات أمنية بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) خوفا من نشر صواريخ أميركية على الأراضي الأوكرانية، على بعد دقائق من التحليق إلى موسكو، في حال تم قبول عضوية كييف في الحلف وبالنسبة لروسيا ، فإن أوكرانيا يفترض أن تبقى “تابعة”، أو في الحد الأدنى على الحياد في معركتها مع “خصومها” الدوليين، لا أن تصير تهديدا أو واجهة تهديد. ولعلّ أكثر ما يثير قلق موسكو سعي كييف لعضوية حلف شمال الأطلسي عبر خطوات عملية. روسيا ترى أن تمدّد حلف شمال الأطلسي (ناتو )، وفي خلفيته التمدد الأميركي، إلى حدودها مع أوكرانيا “خطا أحمر”، ومن ثم تتعامل مع كييف بـ”عدوانية” باعتبارها واجهة لمعركة كبرى تقدّر موسكو أنها تستهدف أمنها القومي ومجالها الحيوي. أيضا نسيت أن اذكر امر لا يعرفه الكثير أن في أوكرانيا حرب مشتعلة أصلا منذ سنة 2014 في إقليم “دونباس” شرقا، بين قواتها والانفصاليين الموالين لروسيا، وهذه الحرب قد تكون شرارة حرب أوسع في المستقبل. – كيف وصلت العلاقات الروسية الأوكرانية إلى هذه المرحلة من التدهور ؟ أوكرانيا دولة شابة يبلغ عمرها 3 عقود فقط، ونشأت على أطلال تفكك أكبر دولة الاتحاد السوفييتي، في عام 1991، ونالت على أثره استقلالها عن موسكو. ومنذ ذلك الحين، تتابع في أوكرانيا رؤساء موالون ومناهضون لروسيا. لكن منذ عام 2014، تحولت أوكرانيا إلى نموذج الدولة القومية بلا رجعة، وقطعت طريقا طويلا نحو التكامل مع الغرب، وصل إلى حد إعفاء المواطنين الأوكرانيين من التأشيرات للسفر إلى الاتحاد الأوروبي. في المقابل، تدهورت العلاقات مع روسيا إلى حد تعليق حركة الطيران بين البلدين منذ عام 2015 مع استمرار التعاون في بعض المجالات الحيوية، مثل ترانزيت الغاز الروسي إلى أوروبا. ولذلك، تروج كييف بقوة لتعطيل تشغيل مشروع نقل الغاز الروسي إلى ألمانيا، خوفا من أنه سيساعد روسيا في الالتفاف على أوكرانيا في نقل الغاز، وسيزيد من متاعبها الاقتصادية بعد انتهاء عقد الترانزيت الحالي بعد انضمام جزيرة القرم إلى روسيا، دعا النشطاء الموالون لروسيا في دونباس إلى إجراء استفتاء تقرير المصير لحذو حذو القرم، معلنين بشكل أحادي الجانب عن قيام ما يعرف بـ”جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين”، ما أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية في ربيع 2014، والتي راح ضحيتها أكثر من 14 ألف تعد أوكرانيا دولة ذات انقسام مجتمعي عميق بين المناطق الغربية التي تعتمد اللغة الأوكرانية وترى مستقبلها مع الاتحاد الأوروبي، والمناطق الشرقية ذات الأغلبية الناطقة بالروسية والتي تدين بالولاء لموسكو. وصف المفكر السياسي صاموئيل هنتنغتون أوكرانيا بأنها “بلد منقسم ذو ثقافتين مختلفين” الان بعد أن عرفنا القصة وسبب الخلافات لننتقل الى ديسمبر 2021 حيث ظهرت حشود العساكر الروس الثريد لم ينتهي بعد … في نهاية 2021 روسيا تعزز قواتها على حدود أوكرانيا بحوالي 106 آلاف جندي من دون أن يشمل هذا العدد أفراد القوات البحرية أو الجوية، ولا حتى القوات المسلحة للانفصاليين الذين تسيطر عليهم موسكو في دونباس !! وكشفت صور عبر الأقمار الصناعية أيضاً عن نشاط عسكري روسي في مناطق شمال شرق الحدود الأوكرانية.