تعرف على حقيقة نقل تمثال ديليسبس لمتحف قناة السويس بالإسماعيلية
كتب.. أحمد الكومي…
قد تكون فكرة نقل تمثال ديليسبس، تسبب هاجسا لبعض المؤرخين والمصريين خاصة سكان مدن القناة وبورسعيد،
حيث يتواجد تمثال ديليسبس حالياً في مخازن الترسانة البحرية بهيئة قناة السويس بعد 61 عاما من إزالته، بعدما كان عند مدخل قناة السويس، حيث قام أهالي بورسعيد بإزاحة التمثال من قاعدته، باعتباره رمزا للاستعمار الثلاثي وتجسيدا لحقبة من الظلم عاشها المصريون تحت الاستعمار الأجنبي.
وسأوضح لك عزيزي القارئ …ما هو تمثال ديليسبس ولماذا يرفض البعض إعادته لموقعه؟
أولاً:-من هو ديليسيس ولماذا تم بناء تمثال له عند قناة السويس؟
فرديناند ديليسبس هو مهندس فرنسي، والذي يعتبر أول من درس مشروع توصيل البحر المتوسط بالأحمر بالبحر وحاول إقناع حاكم مصر آنذاك به إلا أنه رفض.
وبعد أن تولي سعيد باشا حكم مصر في 14 يوليو 1854 تمكن ديلسبس – والذي كان مقربا من سعيد باشا – من الحصول على فرمان عقد امتياز قناة السويس في نوفمبر 1854 الأول وكان مكونا من 12 بندا أهمها حفر قناة تصل بين البحرين ومدة الإمتياز 99 عاما من تاريخ افتتاح قناة السويس.
وقد قام ديلسبس برفقة بعض المهندسين منطقة برزخ السويس في 1855 لبيان جدوى حفر القناة وأصدر تقريرا في 20 مارس 1855 والذي أثبت سهولة إنشاء قناة تصل بين البحر المتوسط والبحر الاحمر.
وشكل ديلسبس لجنة هندسية دولية لدراسة تقرير المهندسين وزاروا منطقة برزخ السويس وبورسعيد وصدر تقريرهم في ديسمبر 1855 وأكدوا إمكانية شق القناة وأنه لا خوف من منسوب المياه لأن البحرين متساويين في المنسوب وأنه لا خوف من طمي النيل لأن شاطئ بورسعيد رملي.
ماذا عن بناء تمثال ديليسيبس وهدمه؟
مع إفتتاح قناة السويس فقد شُيد تمثال للمهندس فرديناند ديليسبس الذي كان سببا في تشييد القناة، تكريما لدوره البارز في المشروع، وظل التمثال حتى عام 1956.
وفي عام 1956 فقد أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس مما تسبب في العدوان الثلاثي علي مصر من”إسرائيل وبريطانيا وفرنسا”.
ومع انسحاب قوات الإحتلال من مصر عام 1956، وجد سكان المدينة على التمثال علم بريطانيا وفرنسا، كتذكار من الاحتلال على استمرار سيطرتهم على القناة، مما تسبب في غضب شديد لأهالي بور سعيد وهو ما دفعهم للتخلص منه واصرارهم علي نقل التمثال.
وقد أزاح أهالي بورسعيد التمثال من قاعدته، باعتباره رمزا للاستعمار وتجسيدا لحقبة من الظلم عاشها المصريون تحت الاستعمار الأجنبي، كما تم تفجير التمثال الذي لم يصمد أمام غضب المصريين وسقط على الأرض منفصلة رأسه عن باقي جسده، ويتواجد تمثال ديليسبس الآن في مخازن الترسانة البحرية بهيئة قناة السويس حتى الآن.