بوابة الجمهورية الاخبارية موقع اخباري شامل يضم كافة الاخبار المحلية والعالمية واخبار الاسعار والحوادث والتقارير الاخبارية

بقلم الكاتب عبد الحميد الشيخ (الانتحار)

- Advertisement -

بكيت بعنف عندما قرأت قصة “المنتحرون” ولا شك أن أي إنسان يمتلك بعض المشاعر الإنسانية المتواضعة تأثر كثيرا بمصير أسرة الدرب الأحمر التعيسة التي حاصرها الفقر حتى دفع أبناءها الشباب الثلاثة للانتحار تباعا!!
نعم.. فقد وُلد الأبناء الثلاثة الذين غناهم الأب التعيس بفقره والذي يعمل خادما للمسجد ولم يستطع أن يوفر لهم فرص تعليمهم ولا عمل ولا طعام ولا سكن غير افتراش سطح المنزل الذي يقطن هو وزوجته المسنة حجرة واحدة أعلاه!
لقد شعرت أن الشباب الثلاثة بإقدامهم على الانتحار يحاكمون المجتمع. وزاد من فرط ألمي واستفزازي أنه في اليوم التالي أعلنت الصحف أن المبالغ التي حصل عليها بعض رجال الأعمال كقروض من البنوك وذهبوا إلى أوربا وأعلنوا تعثرهم وهم خارج البلاد تبلغ تسعة مليارات من الجنيهات فقط!
وفي الأسبوع الثاني مباشرة تفجرت قضية رئيس بنك الائتمان الزراعي الذي كوّن ثروة بالملايين من الفساد وتلقي الرشوة حتى ولو كان ذلك على حساب صحة وحياة المواطنين الذين يأكلون الغذاء المشبع بمواد كيماوية ضارة بحياة الإنسان.. يحصل المذكور على عمولة مقابل إدخالها إلى مصر.. وأخرى عن ضبط حلوى تسببت في تسمم أطفال الجيزة من إنتاج مصنع 6 أكتوبر وتم تغيير تاريخ الإنتاج في عدة حالات أخرى ومنذ أيام الفتى الذكي صاحب الفراخ الفاسدة توفيق عبدالحي!
الناس تسعى لتكريس الثروات بأي شكل وبأي ثمن حتى لو كانت حياة الناس هي المقابل وأُناس آخرون يدفعهم العجز عن إيجاد الطعام إلى الانتحار!
هل بإمكان أي مجتمع أن يتعايش فيه هذا وذاك؟

-- Advertisement --

صحيح أنه منذ تكونت التجمعات البشرية. وجد الفقر ووجد الثراء ولكن الصحيح أيضا أن الرسالات السماوية أعطت كل الاهتمام للعدل بين الناس وحذرت المفسدين في الأرض. وصحيح أيضا أن عمر بن الخطاب قبل أكثر من ألف عام وضع نظاما صارما لتوزيع الثروة بين الناس وعبر عشرات القرون قدم الفلاسفة والمصلحون مئات الطرق والصيغ التي تحقق العدل بين الناس، وفي عصرنا الحديث أصدرت الأمم المتحدة ميثاق حقوق الإنسان وعشرات الاتفاقيات الدولية التي تضمن حياة كريمة للبشر.
كل ذلك معروف للجميع ولكن المهم من يقرأ ومن يسمع!
بذلت ثورة يوليو جهودا حثيثة لتقليص الفوارق بين الطبقات. وجاء انقلاب عليها أطاح بما تحقق مع رياح الانفتاح، وتراجع دور الدولة في الاقتصاد والمحصلة التي نعيشها الآن هي تلاشي الطبقة الوسطى أو اقترابها من التلاشي واتساع دائرة الفقراء على نحو كبير.
وتكريس الثروة في أيدي قلة لا تزيد على 5% من السكان.
الرئيس مبارك يتحدث كثيرا عن البعد الاجتماعي، والقوانين والقرارات تصدر لفتح الطريق لمزيد من تكريس الثروة تحت شعارات تشجيع الاستثمار أو غير ذلك.
لابد من التوقف وتقييم ما جرى خلال ثلاثة عقود.
أخشى أن الفقر الذي يدفع إلى الانتحار لن

-- Advertisement --

Leave A Reply

Your email address will not be published.