المعلم بين ماضي متوقف وحاضر لن يأتي
بقلم / أمل الكيلاني..
إلى معلم الناس الخير إليك أيها المعلم ألف تحية وتقدير لجهودك المخلصة وعملك البناء ورسالتك السامية.
ف يا مربي الأجيال ومشعل النور أيها السراج المنير يا من تمثل الشمعة المضيئة
يكفيك شرفا أن الله تعالى أكرمك وفضلك على كثير من خلقه قال تعالى: [ إِنما يخشى الله من عباده العلماء إِن اللّه عزيز غفور ]
وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
إن رسالة التعليم من أسمى الرسالات وأعظمها فائدة وأقواها أثرا حري بالمسؤولين وأصحاب القرار أن يولوا المعلم أهم أركان العملية التعليمية اهتماما كبيرا كي تؤتي العملية ثمارها اليانعة ويتحقق الهدف المرجو منها ومما يؤسف له أن البعض قد يظلم المعلم إما عمدا تارة وعدم وعي بطبيعة وأهمية رسالته تارة أخرى.
ونظرا للواقع الأليم المر الذي يعيشه المعلم بالتقليل من قدره وعدم إعطائه حقوقه بعزة وكرامة تليق به وفئة أخرى تنال من المعلم بجهل وعدم دراية ووعي عما تفعل بما ينعكس سلبا على العملية التعليمية كاملة ولكني أوجز القول من خلال البيان والتوضيح وتسليط الضوء بنظرة واقعية للمعلم على حقوقه وواجباته بمصداقية وشفافية.
دعني أبدأ بحقوق المعلم ومنها:
1- الاهتمام بالمعلم ماديا:
لا شك أن للمال أهمية عظيمة في الحياة به يستطيع الإنسان أن يعيش دون الحاجة إلى الآخرين إلى مد يده إلى الآخرين لكفاية نفسه أو من يعول.
ومن ثم لا بد من توفير حياة كريمة للمعلم بإعطائه ما يناسب عمله ويواكب أداء مهامه بما يعمل على تحقيق رسالته مع طلابه وتقدم مجتمعه وفي هذا الشأن نلاحظ أن الدول المتقدمة أَولت المعلم اهتماما كبيرا في هذا الجانب أكثر من الطبيب أو المهندس وغيرهما ..أنهم أدركوا أهمية رسالة هذا المعلم وذلك المربي الذي يقوم عليه تقدم المجتمع كله.
ونلاحظ أن بعض الدول العربية قد نهجت ذلك مؤخرا فحرصت على تخصيص الراتب المجزي للمعلم نظير عمله ما يجعله يعيش عيشة طيبة كريمة تليق به لإدراكهم دوره في تربية الناشئة.
ولله درُّ القائل:
إنّ المعلم والطبيب كليهما
لاينصحان إذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه
واصبر لجهلك إن جفوت معلما
2- رعاية المعلم معنويا:
وتتحقق من خلال احترامه وتقديره والعمل على تغيير ثقافة بعض المجتمعات من النظرة الدونية إلى المعلم بمقارنته بالوظائف الأخرى ويتحقق ذلك من خلال:
– سن قوانين محددة تقنن عقوبات رادعة من الاعتداء على المعلم أو التقليل من شأنه أو ازدرائه من الطلاب أو غيرهم.
-تقديره بإبراز إنجازاته الحقيقية التي أحرزها ثمرة جهده وتعبه ومكافأته على جهوده الطيبة التي قام بها والتميز الذي حققه ما يعمل على إثارة روح التنافس مع بقية المعلمين.
-تقديم الدعم المطلوب للمعلم بمنحه التدريب المهني اللازم للارتقاء به وتطويره بصفة دائمة ويتحقق هذا الأمر حقيقة لا شكلا.
-دراسة أسباب التحديات التي تواجه المعلم، والوقوف على أسبابها، وتحديد مظاهرها، ومن ثمَّ تقديم العلاج الأنسب لها بصورة واضحة للتطبيق.
-مراعاة ظروف المعلمين وأنهم بشر يخطؤون ويصيبون مع تأكيد ألا يتخذ ذلك مبررا لكثرة أخطائه الناتجة عن إهمال متعمد أو لا مبالاة وعدم القدرة على تحمل المسؤولية.
-التعامل مع المعلم برقي وسمو يناسب سمو رسالته التي يقدمها.
-إعطاء المعلم الأمان الوظيفي الذي من شأنه يمنح المعلم القدرة على الإبداع والابتكار لشعوره بالأمن والاطمئنان في مواصلةِ عمله دون خوف أو قلق.
-غرس الوعي في نفوس الطلاب باحترام المعلم وتقديره.
-إعداد برامج مميزة تبيِّن أهمية دور المعلم في تربية الناشئة والدعوة إلى احترامه وتقديره وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمقروءة والمرئية.
-الحذر من الدعوات الهدامة بمناهضة الدعوات الهابطة التي من شأنها التقليل من قدر المعلم وعدم احترامه من المسلسلات والأفلام التي أضعفت التعليم لعقود طويلة في بلاد كانت رائدة التعليم سنين عديدة جعلت منها تراجعا علميا ملموسا للأسف الشديد.
-اللقاء الدوري من المسؤولين بالمعلمين والإنصات إليهم للوقوف على التحديات التي تواجههم ومن ثم تذليل كل الصعاب أمامهم.
بعد أن ألقينا الضوء على حقوق المعلم للعدل والإنصاف والتوازن
وفي المقابل لا بد من بيان الواجبات أذكر منها:
-الالتزام بالقوانين واللوائح والأنظمة المتعلقة بالعمل.
-تقديم الدعم المناسب للطلاب بإخلاص تام ومهنية عالية
-القيام بالأعمال المنوطة به بإتقان ومهارةٍ ودقة تامة
-التطوير الذاتي المستمر للنهوض بنفسه وطلابه.
-التقرب من طلابه والتعرف على التّحديات التي تواجههم والعمل على حلها.
-تقديم القدوة الطيبة والأسوة الحسنة لطلابه سلوكا وعملا قبل العلم.
-دراسة أحوال الطلاب للتأثير فيهم وسهولة وسرعة الوصل إلى قلوبهم، ومن ثم القدرة على استيعابهم ومراعاة الفروق الفردية بينهم.
-عدم الإخلال بأي سلوك من شأنه التأثير سلبا على العمل.
-النصح الدائم لطلابهِ بالأسلوب الشائق والطريقة المناسبة
– تنمية مهارة الإدارة الصفية لتبليغ رسالته وتمكن طلابه من استيعاب ما يتعلمون ومن ثم تحقق الفائدة لهم.
-تمثل خلق التعاون مع زملائه وطلابه وطاقم العمل في مدرسته أو معهده أو جامعته.
العمل على الارتقاء بمستوى الطالب تربويا وعلميا وبذل كافة الجهود لتحقيق ذلك.
-التعزيز الإيجابي للطلاب ومكافأتهم ماديا ومعنويا لإشاعة روح التنافس بينهم.
-مراعاة العدل والإنصاف بين جميع الطلاب والمساواة بينهم في التكاليف، والواجبات والثواب والعقاب.
إلى غير ذلك من الواجبات الكثيرة.
وفي نهاية المطاف لا بد من همسة للمسؤولين والمشرفين التربويين في تقييم أداء المعلم:
ينبغي التركيز في التقييم على الجوهر أكثر من المظهر وعلى الحقائق أكثر من الخيال وتقديم الدعم المناسب وإسداء النصيحة بالقول الطيب والفعل الجميل والتعامل بروح القائد وليس بروح المدير فالإدارة فن ينبغي أن يتقنه الكثير ليحقق الهدف المطلوب ويتحقق المراد والله ولي ذلك والقادر عليه أسأل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضي.