بقلم : الكاتبة زينب مدكور عبد العزيز
يعد موضوع ضغوط العمل على المرأة العاملة وأثره على بيتها قضية معقدة ومتعددة الأوجه، وقد كانت موضع جدل ونقاش كبير في السنوات الأخيرة. تواجه العديد من النساء العاملات اليوم ضغوطًا هائلة لتحقيق التوازن بين مسؤولياتهن المهنية والتزاماتهن الشخصية والعائلية، مما يؤدي إلى الشعور بالتوتر والتعب والإرهاق. أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في ضغط العمل على المرأة العاملة هو توقع أنها يجب أن تكون قادرة على التفوق في كل من حياتها المهنية وأدوارها كزوجات وأمهات. وهذا يمكن أن يخلق إحساسًا بالملل المستمر وتعدد المهام، حيث تحاول النساء تلبية متطلبات وظيفتهن مع رعاية أسرهن والحفاظ على منازلهن أيضًا. يمكن أن يكون هذا الضغط هائلاً ويؤدي إلى الشعور بالذنب وعدم الكفاءة عندما تشعر المرأة بأنها غير قادرة على القيام بكل شيء. بالإضافة إلى ذلك، تواجه العديد من النساء العاملات التمييز والتحيز في مكان العمل، مما قد يزيد من ضغوطهن وضغوطهن. قد يتم تجاوز النساء في الترقيات أو العلاوات، أو تكليفهن بمهام أقل تحديًا، أو يُتوقع منهن العمل بجدية أكبر من نظرائهن الرجال لإثبات أنفسهن. وهذا يمكن أن يخلق بيئة عمل معادية تساهم بشكل أكبر في مشاعر التوتر والإحباط. يمتد تأثير ضغوط العمل على النساء العاملات إلى ما هو أبعد من مكان العمل إلى منازلهن وحياتهن الشخصية. قد تجد النساء اللاتي يعانين من التوتر والضغط المستمر بسبب العمل صعوبة في المشاركة الكاملة مع أسرهن، مما يؤدي إلى توتر العلاقات والشعور بالعزلة. وقد يواجهون أيضًا صعوبة في إيجاد الوقت للرعاية الذاتية والاسترخاء، مما قد يؤثر سلبًا على صحتهم العقلية والجسدية. في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي ضغط الموازنة بين مسؤوليات العمل والمنزل إلى الإرهاق، وهي حالة من الإرهاق العاطفي والجسدي والعقلي الناجم عن الإجهاد المفرط والمطول. يمكن أن يكون للإرهاق عواقب وخيمة على النساء وأسرهن، بما في ذلك انخفاض الأداء الوظيفي، وانخفاض نوعية الحياة، وتوتر العلاقات مع أحبائهم. من المهم بالنسبة للنساء إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية وطلب الدعم عندما يشعرن بالإرهاق بسبب ضغوط العمل. أحد الأسئلة المحورية التي تحيط بمسألة ضغط العمل على المرأة العاملة هو ما إذا كان يجوز أخلاقياً أن تستمر المرأة في العمل في بيئات عالية الضغط تؤثر سلباً على صحتها العقلية والجسدية. يرى البعض أن للمرأة الحق في متابعة أهدافها المهنية ولا ينبغي إجبارها على الاختيار بين حياتها المهنية وحياتها الشخصية. ويرى آخرون أن الضغط الناتج عن الموازنة بين مسؤوليات العمل والمنزل ضار بطبيعته، وأنه يجب على أصحاب العمل بذل المزيد من الجهد لدعم المرأة العاملة في إيجاد توازن صحي بين العمل والحياة. وفي نهاية المطاف، فإن مسألة ضغط العمل على المرأة العاملة هي مسألة شخصية وفردية للغاية وتتطلب نهجا دقيقا ومدروسا. ويجب تمكين المرأة من اتخاذ خيارات تتماشى مع قيمها وأولوياتها، مع الدعوة أيضًا إلى تهيئة بيئات عمل داعمة تعطي الأولوية لرفاهها. ومن خلال معالجة الأسباب الجذرية لضغوط العمل وتعزيز السياسات التي تدعم التوازن بين العمل والحياة، يمكننا خلق مستقبل أكثر إنصافا واستدامة للنساء العاملات وأسرهن.