لقد عرف المصريون القدماء أن القلب هو مصدر الفكر والانفعال بل والحياة نفسها وكانوا يقولون إن عمل كل اعضاء الجسم لا تتم إلا تبعا لأمر القلب الذى يقرر ذلك. ولقد عبر لفظ ( ايب فى اللغة المصرية القديمة عن القلب وعما ينصرف لفظ القلب إليه فى اللغات السامية من معانى العقل والوعى والضمير والنية والإرادة والوجدان والشعور فضلاعن دلالته على عضو مادى فى بدن الإنسان وشارك لفظ ايب فى أغلب معانيه لفظ حاتى مع تعبيرها عن الصدر احيانا . كما كان القلب عند المصرى القديم بمثابة الضمير الذى يقود الشخص ويراقبه وهو كائن مستقل ذو حس علوى لذا نجد على صندوق محفوظ الان فى متحف فيينا عبارة ( قلب الإنسان هو الههه الخاص ) في الديانة المصرية كان القلب مفتاحاً للآخرة، وقد أعتقد أنه يبقى على قيد الحياة ناجيا من الموت في العالم السفلي، حيث يشهد مع أو ضد مالكه، فقد كان يعتقد أن القلب يتم فحصه من قبل أنوبيس والآلهة خلال شعائر وزن القلب (تظهر في كتاب الموتى)، فإذا كان القلب وزنه أثقل من ريشة ماعت، كان يتم التهامه على الفور من قبل وحش عاميت. سبحان الله العظيم ولقد ذكر فى القرآن الكريم الكثير من الآيات التى توضح بالفعل أن القلب هو مركز الاحساس بل ومركز التفكر والتدبر كما فى قوله تعالى وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) سورة الأعراف وقول الحق جل وعلا ( فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور ) وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلا أن فى الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله الا وهى القلب . لذا نجد الاهتمام به كان كبيرا جدا عند المصرى القديم لذا فقد صنع تمائم للقلب لتيسير سبل النجاة له فى العالم الاخر عند وزن قلبه فى المحاكمة الإلهية وايضا لتكون احيانا بديلا عن القلب الطبيعى الذى قد يفقد أثناء عملية التحنيط وللحديث بقية باذن الله عن عملية وزن قلب المتوفى وتمائم القلب باذن الله