اغتيال عمر بن الخطاب
بقلم / ندي أحمد السيد
*نبذه عن حياه عمر بن الخطاب ومنزله عمر من الرسول*
هو عمر بن الخطاب ابو حفص العدوي القرشي الملقب بالفاروق.. و هو من اشهر القاده في التاريخ الاسلامي ومن اكثرهم تاثيرا ونفوذا وهو احد العشره المبشرين بالجنه ومن علماء الصحابه وزهادهم
وهو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار اصحاب الرسول
وهو من اظهر اسلامه يوم كانوا يخفونه
وهو مُرقع القميص وبين يديه الغالي والنفيس
وهو من يسلك الشيطان فجاً غير فجه
وهو الوقاف عند كتاب الله انه المجاهد في سبيل الله
وهو العادل ان ذكر العادلون وهو من سهر لينام الناس وجاع ليشبع الناس وهو الرجل الكبير في بساطه ..البسيط في القوه ..القوي في عدل ورحمه
وهو الرجل الذي انجبته ارض الجزيره ،ورباه الاسلام
وهو الناسك الورع الذي تنفجر نُسكه حركه ،وذكاء ،وعملا وبناء
وهو الرجل الذي تنزل القران اكثر من مره موافقا لرأيه وقوله
وهو الرجل الذي كان اسلامه فتحا وكانت هجرته نصرا وكانت ولايته عدلا انه فاروق الامة والاواب عمر بن الخطاب ….
**
*(احداث الاغتيال)*
ان الاستشهاد في سبيل الله مطلب نبيل وغايه ساميه يتطلع اليها كل مؤمن صادق الايمان موقن بما اعده الله للشهداء في سبيل من عظيم الكرامات وفيع الدرجات في دار رضوانه ..ولقد كان عمر رضي الله عنه يسال الله عز وجل الشهاده في سبيله وان يجعل موته في بلد رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال رضي الله عنه:اللهم ارزقني شهاده في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك )
وقد روى ان عمر خطب يوم الجمعه فذكر النبي وابا بكر ثم قال “اني رايت ديكا نقرني ثلاث نقرات “واني لا اراه الا في حضور اجلي
ودنت ساعه القدر المحتوم التي اصيب فيها الصحابي الجليل والخليفه العظيم وهو يصلي الفجر في مسجد رسول الله حيث تقدم ليؤم الناس فجعل يسوي الصفوف حتي اذا اطمان الي عدم وجود خلل وكان إذا مرّ بين الصفين، قال استووا، فإذا استووا ، تقدّم فكبّر، وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى، حتى يجتمع الناس، فما هو إلا أن كبَّر، فسمعته يقول: قتلني -أو أكلني- الكلب، حين طعنه، (( ابو لؤلؤه المجوسي ))وطار بسكين ذات طرفين، لا يمرُّ على أحد يمينًا ولا شمالًا إلا طعنه، حتى طعن ثلاثة عشر رجلًا، مات منهم سبعة، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه بُرْنسًا، فلما ظنّ ابو لؤلؤه أنه مأخوذ نحر نفسه، وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدّمه ليأم الصلاه ..
و بعد أن طعن عمر قال: أرسلوا إلي طبيبًا ينظر إلى جرحي هذا، فأرسـلوا إلى طبيـب
من العرب، فسقى عمر نبيذًا فشبه النبيذ بالدم حين خرج مـن الطعنـة التـي تحـت
السرة، فدعوا طبيبًا آخر من الأنصار من بني معاوية، فـسقاه لبنـًا، فخـرج اللـبن مـن
الطعنة صلدًا أبيض..
ولم يتمالك أهل عمر وأصحابه أنفسهم، وهم ينظرون عظـم مـصابه، وعظـم المصاب به، فجاشـت أعيـنهم بالـدمع، وارتفعـت أصـواتهم بالبكـاء عليـه، فنهـاهم.
قال أنس بن مالك : لما طعن عمر عولت
عليـه حفـصة، فقـال: يـا
حفـصة، أمـا سـمعت رسـول االله يقـول:«المعـول عليـه يعـذب».
وهذا عثمان يحدثنا عن اللحظات الاخيره في حياه الفاروق فيقول :انا اخركم عهدا بعمر ،دخلت عليه وراسه في حجر ابنه عبد الله ابن عمر فقال له :ويقول ويلي ان لم يغفر الله لي .. حتي فاضت روحه في : يوم الاربعاء الاربع او الثلاث بيقين من ذي الحجه سنه ثلاث وعشرين من الهجره وهو ابن ثلاث وستين سنه علي الصحيح ..فهذا مثل مما كان يتصف به امير المؤمنين عمر من خشيه الله تعالي ،اخر كلامه الدعاء علي نفسه بالويل ان لم يغفر الله له . فلما افاق وانصرفوا قال يا ابن عباس انظر من قتلني فجال ساعه ثم جاء فقال :غلام المغيره قال الصنع؟قال نعم قاتله الله لقد امرت به معروفا ..الحمد الله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الاسلام وبعد ان غلب عمر النزف وغشي عليه فاحملته في رهط الي بيته فلم يزل في غشيه حتي اسفر فنظر في وجوهنا فقال :اصلي الناس؟؟
فقلت نعم .. قال :لا اسلام لمن ترك الصلاه ثم توضأ وصلي وهذا يدل علي ايمان عمر القوي وخوفه من الله .
وغسل وكفن وصلي عليه، وكان شهيدا ودفن بجوار صاحبه ومعلمه اشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
**اما في حفظ الارض لجسد عمر وعـدم أكـل
الأرض لجسده:
ومن مناقبه رض الله عنه وفضائله التي أظهرها االله تعالى لخلقـه بعـد موتـه هي ، عـدم مأكـل
ّ الأرض لجسده، وبقائه غضاً ً طريا كيوم موته قال عروة بن الزبير: لما سقط عليهم الحائط
وظنوا أنهـا قـدم النبـ (ص) أخذوا في بنائه، فبدت لهم قدم ففزعوا فـما وجـدوا
أحدًا يعلم ذلك حتى قال لهم عروة: لا واالله ما هي قدمالنبـي (ص)،مـا هـي إلا قـدم.. عمر..
*اثر مقتله علي المسلمين*
كان هول الفاجعه عظيما علي المسلمين ،فلم تكن الحادثه بعد مرض المَّ بعمر،كما كان يزيد من هولها في المسجد وعمر يؤم الناس لصلاه الصبح، ومعرفه حال المسلمين بعد وقوع الحدث يطلعنا علي حدث اثر الحادث في نفوسهم ،يقول عمر بن ميمون وكأن الناس لم تصبهم مصيبه قبل يومئذ ويذهب ابن عباس ليستطلع الخبر بعد مقتل عمر ليقول :انه ما مر بملأ الا وهم يبكون وكأنهم فقدوا ابكار اولادهم .لقد كان عمر معلما من معالم الهدي وفرقا بين الحق والباطل فكان من الطبيعي ان يتأثر الناس لفقده وهذا الاثر يوضح شده تاثر الناس عليه فعن الاحنف بن قيس قال ..فلما طعن عمى امر صهيبا ان يصلي بالناس ويطعمهم ثلاثه ايام حتي يجتمعوا علي رجل فلما وضعت الموائد كف الناس عن الطعام ،فقال العباس :يا ايها الناس ،ان رسول الله (ص)قد مات فاكلنا بعده ،وشربنا ومات ابو بكر رضي الله عنه فاكلنا ،وانه لابد للناس من الاكل والشرب فمد يده فاكل الناس .
وكان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عندما يذكر له عمر يبكي حتي تبتل الحصي دموعه ثم يقول :ان عمر كان حصنا للاسلام يدخلون فيه ولا يخرجون منه،فلما مات انثلم الحصن،فالناس يخرجون من الاسلام..
**
*المصادر* :
1_فصل الخطاب في سيره عمر بن الخطاب _د/علي محمد محمد الصلابي
2_شهيد المحراب الفاروق عمر بن الخطاب