كتب أحمد أسامة
ليبيا البلد الغني بالنفط لطالما كانت ومازالت مطمعاً للدول الغربية والإستعمارية التي تريد نهشها وإمتصاص مواردها. لذلك كان التدخل الخارجي السافر في شؤونها الداخلية من أهم أسباب الفوضى السياسية والأمنية الغارقة فيها. هذا التدخل أكده في إحدى المرات سهواً وزير الخارجية الايطالية انطوني تاجاني، حين قال أن التدخلات الخارجية في ليبيا وغيرها من الدول أدت لتدهور الامن والاستقرار بها. وهنا يبرز التدخل الإيطالي بالشأن الليبي بشكل خاص، حيث ترغب إيطاليا في تحويل ليبيا وبالأخص في مناطق الجنوب الليبي إلى بوابة مفتوحة نحو إفريقيا.
هذه البوابة تؤمن للإيطاليين وصولاً سهلاً الى القارة التي تعد سوقاً مفتوحة لأوروبا ومنطقة غنية يمكن إستثمارها ونهبها بشكل كبير ودون عناء يذكر. كما تغلق الباب أمام مشكلة الهجرة اللاشرعية نحو إيطاليا التي تعاني في الفترة الأخيرة من تدفق المهاجرين من دول أفريقيا التي تشوبها نزاعات وصراعات. وقد كشف الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي، فيتور بتروشيلي، المخطط الإيطالي لإستعمار الجنوب الليبي عن طريق توطين المهاجرين غير الشرعيين في البلاد وتحويل الجنوب لبوابة إيطالية نحو دول القارة السمراء.
فقد سبق وأن وقعت منظمة آرا باتشي الإيطالية إتفاقية مع حكومة الوحدة الوطنية منتهية الشرعية، لدمج السكان المحليين ومجتمعات المهاجرين في المنطقة الجنوبية من ليبيا من خلال فتح مكاتب ومناطق مخصصة لتوفير الخدمات التعليمية والتدريب المهني ومشاريع مدرة للدخل وأخيراً تجنيس المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين في ليبيا. ووفقاً لمصادر مقربة من حكومة الوحدة الوطنية منتهية الشرعية فإن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة وافق على مشروع التوطين مقابل تلقيه حوالي مليوني دولار، على أن يُمرر عدد من المشاريع الإيطالية الرامية لإستغلال الأراضي الليبية وثرواتها من غاز ونفط. وهو ما أكده موقع أفريكا إنتلجينس في حديثه عن تفاوض ثلاث شركات نفط كبرى مع المؤسسة الليبية الوطنية للنفط بشأن تطوير وإستكشاف حقول النفط والغاز في كتلة NC7 في حوض غدامس، من بينها شركة إيني الإيطالية.
كما أعلنت وكالة نوفا الإيطالية أنّ عبد الحميد الدبيبة سيجري زيارة إلى روما في يونيو القادم. وهي على ما يبدو تأتي لبحث مستقبل التعاون بين الطرفين على حساب طموحات الشعب الليبي. وبنظر الخبراء في الشأن الليبي، فإن طموحات إيطاليا وعملها مع الدبيبة في ليبيا لا يتعارض مع تحركات الولايات المتحدة الأمريكية بهدف دعم خطة المبعوث الأممي الى ليبيا عبدالله باتيلي لإجراء إنتخابات قبل نهاية العام الجاري.
حيث يحقق إجراء الإنتخابات بطريقة باتيلي العشوائية أجندة واشنطن في ضمان إستمرار الفوضى في ليبيا ووجود حكومة تسهل لها ولحلفائها الغربيين عملها في التصرف بموارد البلاد. ويرى الليبيون بأن الفساد المستشري داخل المؤسسات الليبية غرب البلاد، أعطى الفرصة لإيطاليا لتعود وتستعمر ليبيا وأراضيها بالقوة الناعمة عبر تغيير ديموغرافية وتكوين المجتمع الليبى