كتبت /منى منصور السيد
أسمها “أميرة عماد”.. بطلة قصة تستحق تتعرف وتستحق وقتك قبل ما تتوه وسط أخبار تافهة مالهاش لزمة.. “أميرة” من محافظة دمياط.. في سنة ٢٠١٨ وقعت من الدور السادس من بلكونة بيتهم فجأة بعد ما توازنها اختل.. ربنا كتب لها عمر جديد بس للأسف الوقعة سببت ليها قطع في الحبل الشوكي، وشلل، وعاهة مستديمة، وبقت مش بتتحرك من سريرها لمدة سنة كاملة!.. بعد شوية إكتئاب رخمين قررت إنها تتحدى الظرف الصعب ده واللي مش كتير بيقدروا يتحدوه أساساً، وقالت أنا هخرج للحياة ومش هتحبس في البيت.. أول خطوة كانت إنها دخلت علمي علوم، وبقت توصل الليل بالنهار في المذاكرة اللي وصلت لـ 17 ساعة كل يوم بدون إنقطاع لإن عندها حلم هو دخول كلية طب!.. طيب يا بنتي هتقدري؟.. آه.. والنتيجة؟.. جابت 97%!.. رغم الظروف، والوضع اللي هي فيه حققت ده.. لكن كانت المفاجأة إنها اتصدمت في ٢٠٢٠ إن التنسيق السنة دي مرتفع، وماقدرتش تدخل أى كلية من الكليات الطبية اللي كانت بتحلم بيها، والتنسيق وداها لـ كلية علوم!.. بس هي قدمت في كلية الفنون التطبيقية ونجحت في إختبارات القدرات بس بعد كده فوجئت إن الكلية مش مجهزة عشان تستقبل الطلبة اللي في نفس حالتها الصحية، وبقت مخيرة إنها تدخل بمجموعها الكبير ما بين كلية تجارة أو آداب.. “أميرة” تقف مكانها وتقول مش مشكلة أدخل أى كلية وخلاص؟.. لأ.. كتبت مناشدات وبعتت رسايل وعملت لقاءات صحفية بتوجه فيها رسالة لوزير التعليم العالي إن عندها حلم ونفسها تحققه وحرام بسبب ظرف صحي مالهاش ذنب فيه تتحرم من حلمها.. بمنتهى الصبر اللي هو بطل حكايتها من بداية قصتها فضلت تبعت وتتكلم في كل مكان بدون زهق ولا ملل.. والنتيجة؟.. رئيس الجامعة المصرية الصينية شاف كلامها وتضامن معاها وقرر إنها تدخل في ٢٠٢٠ كلية صيدلة في الجامعة بمنحة كاملة هدية من الجامعك وتم تصميم مسار خاص في الكلية ليها عشان تقدر تتحرك بالكرسي بتاعها!.. فات ٤ سنين على القصة دي.. سنة أولى وتانية وتالتة ورابعة صيدلة.. كانت “أميرة” بتطلع من الأوائل في الـ ٣ سنين الأولى وكإنها عصفور أخيراً لقى عشه.. طب وبالنسبة لسنة رابعة؟.. هي السنة دي وكان متوقع إنها تطلع برضه من الأوائل.. بس للأسف “أميرة” اتوفت امبارح.. اتوفت فجأة بعد ما فضلت تسعى عشان حلمها اللي عايزاه ونجحت تحققه رغم كل الصعب اللي شافته سواء الابتلاءات أو الأبواب اللي اتقفلت في وشها بس هي وبصبرها قدرت تفوت منها.. أنا واثق إنها سعيدة دلوقتي وإنها بإذن الله في الجنة.. كل واحد فينا في الدنيا له دور.. يبتدي امتى، ويخلص امتى، وعدد المطبات اللي هيقابلها قد إيه كل دي أمور في علم ربنا لكن الأكيد إن مفيش حد حياته سهلة بس مين اللي هيقف متكتف ومين اللي هيتحرك؟.. هي دي القصة.. دعواتكم لـ “أميرة” بالرحمة والجنة ولأسرتها بالصبر، وعرفوا الناس على قصة إنسانة مصرية جدعة فضلت تحارب على حلمها للنهاية.