وفاة الفدائية “آمنة دهشان” : أول سيدة تساعد الجنود المصريين ضد الإنجليز
كتب.. أحمد محمد الكومي…
توفيت إلي رحمة الله تعالى الفدائية الحاجة “آمنة دهشان” إبنة عزبة أبودهشان التابعة لمركز ومدينة أبوصوير بمحافظة الإسماعيلية عن عمر يناهز 95 عاما، وقد سيطرت حالة من الحزن على أهل المتوفاة، والتى تعد أول فدائية تساعد الجنود خلال حرب النكسة وحرب 73، وأول من قدمت الطعام وفتحت منزلها للجنود في 5 يونيو، وأول سيدة ريفية تولت منصب عضو مجلس محلي محافظة، وأول سيدة حملت رخصة السلاح، وقد عاصرت الحرب العالمية الثانية، وحرب 48 والعدوان الثلاثي، و نكسة 67 وحرب الاستنزاف وحرب 6 أكتوبر 1973.
وفي السياق ذاته حيث تعد الفدائية الراحلة “آمنة دهشان” أقدم معمرة في محافظة الإسماعيلية، وشاركت في المقاومة الشعبية، وكانت السيدة الوحيدة التي حصلت على تصريح دخول مدن القناة أثناء فترة حرب أكتوبر وما قبلها، ولم يتوقف دورها عند ذلك، بل استكملت مسيرتها من خلال العمل العام والتطوعي، ورُشحت عضو مجلس محلي بالإسماعيلية، كأول ريفية عام 1989 لخدمة أبناء قريتها، تحفر بين طيات ذاكرتها أهم حقبة في تاريخ مصر.
وكان يطلق علي الحاجة “آمنة دهشان” لقب “بنت العمدة”، كما يطلق عليها الكثير، تجاوزت التسعين عاما،ه كما أكدت هويتها الرسمية في الأوراق الحكومية، ومن المحتمل أن يفوق عمرها ذلك بكثير نظرا؛ لأنه لم يكن هناك شهادات ميلاد أو بطاقات لتحديد الهوية، وكانوا يقومون بتسنين المواطن الذي ليس له شهادة ميلاد بحسب ما يراه طبيب الوحدة الصحية في ذلك الوقت.
وقد ذكر أحد أقارب الفدائية الراحلة “آمنة دهشان” بأنها من أبناء البدو وقد جاءت أسرتها إلى مدينة الإسماعيلية قبل تأسيسها وعاشت وتزوجت من ابن عمها خلال فترة حكم الملك فاروق.وأنجبت من الأبناء 8 ولديها 45 حفيدا، وأنها ولدت في 16 نوفمبر 1925، وتعلمت في «كتاب القرية»، أحبت الحياة الريفية وكانت الزراعة عشقها الأول، كانت تبحث عن الأراضي لشرائها واستصلاحها وكانت تشرف بنفسها على أعمال الزراعة وجني المحصول.
واختتم قريب الراحلة الحاجة “آمنة دهشان” بأنها إحدى الفدائيات التي تعاونت مع الجنود المصريين في معركة الشرطة ضد الإنجليز أثناء المعركة الدائرة بين الشرطة المصرية وقوات الإحتلال في 25 يناير 1952 في محيط مبنى ديوان محافظة الإسماعيلية بعد رفض الشرطة تسليم أسلحتها لقوات الاحتلال وكانت عمرها وقتها 27 عاما بعد انضمامها للفدائيين.