التضحية من أجل الوطن .
بقلم -محمد سلامه
شتان الفارق بين الصاحبين أحدهما اختار حب الوطن والتفاني من أجله والموت في سبيله فاستشهد فداء له وأصبح أسطورة يتغنى بها الجميع ويتمنى الأطفال أن يصبحوا مثله والآخر اختار طريق الشيطان فروَّع الآمنين وقتل الأبرياء وأصبح حليف الشيطان .
تلك الضابطان جمعتهما كلية واحدة ،تعلما فيها وتخرجا منها سويا ،وبعد التخرج قاما بتأدية القسم وصارا زميلين داخل الوحدات العسكرية المصرية ، إلا أن الأول أحبه الله واختاره ليكون في زمرة الشهداء، وأنزل على الثانى عقوبة الإعدام بعد فساده فى الأرض وقتله عشرات الآبرياء بل المئات ، كما تحالف مع التكفيريين كتنظيم القاعدة وداعش وأسس تنظيمات تكفيرية قادها هو إلا أن طريق الضلال معروف إلى أين تصل نهايته يا تُرى؟!.
التكفيري عشماوى أصبح هاربا من دولة إلى أخرى ينشر الفساد والقتل في الأرض ؛ بسبب فكره التكفيري وارتكابه العديد من الجرائم .
فى المقابل لم يخشَ منسي البطل الذى تلقى العديد من التهديدات من العناصر التكفيرية حيث رصدت مكافأة مالية قدرها مليون جنيها مكافأة لمن يقتله فلم يهتم بكل هذه التهديدات الغاشمة لتلك التنظيمات ، فقد كان البطل مؤمنا بقضيته وهى الدفاع عن مصر وشعبها الأبي ووافيا غير خائن لوطنه .
وهنا يتجلى معنى الانتماء والوفاء للوطن ويتجلى أيضا المعنى الآخر وهو الغدر والخيانة وعدم الانتماء والوفاء للوطن .
صورة واحدة تجمع بينهما
ولكن شتان بين الثرى والثريا شتان بين الشهيد البطل أحمد صابر منسي والتكفيري الخائن هشام عشماوى .
لقب الشهيد منسي بالأسطورة لما عرف عنه من بطولات رواها عنه زملاؤه فى كل مكان خدم فيه فترك وراءه إرثا من السيرة العطرة والبطولات التى ستظل تتناقلها الأجيال.
وعلى الرغم من أن الشهيد منسي اجتمع فى إحدى فترات عمله مع التكفيري هشام عشماوى فى كتيبه واحدة وهى الكتيبه 103وجمعهما قسم واحد على حماية الأرض وبذل الدم حفاظا عليها إلا أن عشماوى استغل التدريبات التى تدربها داخل سلاح الصاعقة المصرية وكشف أسرار زملائه وتمركزاتهم وتوزيعاتهم للعدو الغادر وبمساعدت التنظيمات التكفيرية انقض عليهم فى عملية تلو الأخرى وكان استهدافهم وقتلهم هدفا له
وهذه بعض العمليات التى قام بها الخائن عشماوى والبطل منسي والفارق كبير .
أولا أعمال الخائن عشماوي : اعترف هذا الخائن فى فيديو مصور له بأنه المخطط لعملية الفرافرة والتى راح ضحيتها 29 ضابط وجندي من القوات المسلحة فى رمضان واتبعها بعملية الواحات التى استشهد فيها 11ضابط من خيرة وأعظم رجال العمليات الخاصه فى وزارة الداخلية كما اتهم بتدبير عملية محاولة اغتيال وزير الداخليه الأسبق اللواء محمد إبراهيم كما كان له الضلوع فى التخطيط بتفجير موكب النائب العام الأسبق هشام بركات وتفجير بعض مدريات الأمن واستهداف الكثير من الضباط حتى ألقى القبض عليه هاربا مختبئا في ليبيا مثل الجرذان
أما بالنسبه للشهيد البطل أحمد منسي فقد قدم الشهيد العقيد حياته فداء لوطنه ،استبسل وقاتل لآخر نقطة دم وآخر طلقة فى سلاحه وأخر لحظة فى عمره بمنتهى الفدائية والشجاعة واستشهد وسط ضباطه وصف ضباطه وعساكره فى الهجوم الإرهابي الذي وقع فى شمال سيناء بعد أن أظهر بطولة غير مسبوقة خلال المواجهات مع تنظيم داعش التكفيرية تاركا خلفه سيره عطرة لأهله وأسرته وذويه وشعبه كاملا الذى يفتخر به فى كل الأوقات .
أرجو أن يقرأ هذا المقال الأطفال لكى ينشأوا على أسس تربوية متكاملة قائمة على حب الوطن والتضحية من أجله بالغالي والنفيس ،ويعرفون معنى الوفاء والانتماء للوطن وكيفيته ويعرفوا أيضا مدى دناءة الغدر والخيانة بالوطن.
واختم مقالي بقول الشاعر أحمد شوقي :
وطني لو شغلت عنه بالخلد ،،،،،،،،، نازعتني إليه في الخلد نفسيى