الخليفة أبو عباس السفاح
كتبت-أية عبد العزيز
هو أبو العباس عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف ، ولد بالحميمه سنه 104 ه ، كان أجعد الشعر ، وأبيض اللون ، طويل القامة ، ذا وجه ، ولحيه حسنه ، هو أول الخلفاء العباسيين ، بويع علي الخلافة في 13ربيع أول سنه 132ه.
قابلته المصاعب من كل جانب ، وامتلاء زمنه بالثورات والإضصرابات ، فأقال ولاه الأمصار الذين كانوا قبل خلافته ، وأبدلهم بولاه من أقاربه وذويه ، فجعل علي مصر عمه صالح بن علي قاتل مروان . فسار صالح حتي دخلها في محرم سنه 133ه .
أقام ببعض الإصلاحات الداخلية في أنحاء دولته ، فقام بوضع مناره بين الكوفه ومكه ، وأقام بعض الحصوم في الطرق لحماية الحجاج ، كان أول من إستعان بالوزراء .
ذكر بعض المؤرخين أن لقب السفاح جاء من قوته وكثره سفكه لدماء الأمويين ، وأعداء دولته ، وذكر أخرون أنه لقب بالسفاح نسبه إلي كثرة عطائه وكرمه ؛ إذ قال مخاطبا أهل الكوفه ” وقد زدتكم في العطايا مائه مائه ، فإستعدوا فإني السفاح المبيح ” ، وذكر عنه أنه كان متصوفا ، عفيفا ، تسهل معاشرته .
وهذا اللقب لم يطلق عليه إلا متاخرا ، إذ لم يورد المؤرخون الأوائل في كتبهم هذا اللقب ، والمسعودي يعد هو أول من ذكره بهذا اللقب ، ثم تناقله المؤرخون من بعده.
ولكن قام بعض المؤرخون بإنتقاده نقدا شديدا لقسوته ، وغدره ، ونكرانه للجميل ، ووصفه المؤرخ الشهير ” ويل ” ( لم يكن أبو العباس مستبدا متوحشا ، بل كان خائنا متعمدا ، وغادرا ، ناكرا جميل من أحسن إليه).
أصيب بالجدري وهو بالأنبار وتوفي بها في 13 ذي الحجه سنه 136ه ، وبلغت وفاته أبا جعفر وهو عائد من حجته.