جمع القرآن الكريم
بسمة محمد كمال..
من المعروف ان القران الكريم دستورالاسلام ،وسلاح المسلمين و
قبل الخوض في الحديث عن كيفة جمع القران الكريم في مصحف واحد كم هو بين ايدينا الان فعلينا اولا ان نعرف ماهو القرآن؟!
هو كلام الله المنزل علي نبيه محمد صل الله عليه وسلم المعجز بلفظه،المتعبد بتلاوته،المنقول بالتواتر و المكتوب في المصاحف من اول سورة الفاتحه الي الناس٠
_القرآن بعد وفاة النبي صل الله عليه وسلم:
توفي النبي والقران محفوظ في الصدور ومكتوب في الرقاع والاكتاف لكنه مفرق ولم يرتب في مصحف واحد علي عهد النبي صل الله عليه وسلم وقد حفظ القران زمن النبي الكثير من الصحابه اشهرهم ابي بن كعب وعبدالله بن مسعود ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وعلي بن ابي طالب وغيرهم كثير٠
_ولكن يأتي هنا السؤال لما لم يجمع القرآن زمن النبي صل الله عليه وسلم؟!
للاجابه علي هذا السؤال اضربا من الاجتهاد كثيره تحتمل الصواب والخطا فمن جملة هذه الاسباب:
*ان الحاجه لم تدع الي ذلك ولم يقع مايوجب العمل بهذا فلو كانت الامه بحاجه الي ذلك انذاك لوجب العمل فيه اذا لايجوز ترك ما الامة بحاجه اليه حيث ان واقع الامه في ذلك الوقت وفي تلك الفتره هي امه امية فضلا عن ذلك انها تعتمد علي الحفظ في ضبط تورايخها وايامها واخبارها وغير ذلك علاوة علي ذلك من تيسير الله لحفظه في الصدور٠
*حرص ” النبي صلى الله عليه وسلم “نفسه علي عدم جمعه ترقبا لنزول شئ جديد منه حتي بعد وفاته فلو انه رتبه اولا باول وجمعه في مصحف واحد لادي ذلك الي كثرة التغير والتبديل كلما نزلت عليه ايه وفي هذا من المشقه مافيه٠
وقد يظن البعض من انه لعدم جمع القران في مصحف واحد انه لم يكتب بل بالعكس لقد كتب القران زمن النبي فهو امر ظاهر الوقوع دلت عليه نصوص كثيرا منها
1_عن ابي سعيد الخضري ان رسول الله صل الله عليه وسلم قال”لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القران فليمحه”
٢_وعن عثمان بن ابي العاص قال”فدخلت علي رسول الله فسألته مصحفا كان عنده فاعطانيه”
٣_وعن زيد بن ثابت قال”كنا عند رسول الله نؤلف القران من الرقاع”
وقدكان لدي الصحابه رضوان الله عليهم صحفا مكتوب فيها القران٠
وبذلك يطمئن القلب ان القران الكريم كله كان مكتوبا في عهد النبي صل الله عليه وسلم وان كان غير مجموع في مصحف واحد٠
*جمع القران في عهد الخليفه الاول ابو بكر:
_الجمع الاول
ظل القران الكريم مفرقا غير مجموع في مصحف واحد الي ان كانت خلافه ابي بكر فواجهته احداث جسيمه ،وقامت حروب الرده وفي معركه اليمامه سنه ١٢ه ضد مسيلمه الكذاب كان شعار الصحابه “يأصحاب سورة البقرة ،ياهل القران ،زينوا القران بالفعال”
وكان من من استشهد في هذه المعركه الف ومائتا شهيد منهم سبعون قارئا من حفظه القران
فستهل ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاشار علي ابي بكر بجمع القران والذي جاء في ذلك قول عمر لابي بكر”ان القتل استحر يوم اليمامه بقراء القران،واني اخشي ان يستحر القتل دالقراء في المواطن فيذهب كثير من اهل القران واني اري ان تآمر بجمع القران “فقال ابي بكر لعمر “كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صل الله عليه وسلم “فقال عمر”انه والله خير” رواه البخاري
فلم يزال عمر يراجع ابي بكر حتي شرح الله صدره فآمر الخليفه زيد بن ثابت بجمع القران فهو احد كتبت الرحيم لرسول الله صل الله عليه وسلم
وعندما اشار الخليفه علي زيد الامر قال زيد”كيف تفعلوا شيئا لم يفعله رسول الله “فقال هو والله خير فلم يزال الخليفه بزيد حتي شرح الله صدره وفي ذلك يقول زيد”فوالله لو كلفوني بنقل جبل من الجبال ماكان اثقل علي مما امرتني به من جمع القران
فاخذ زيد في تتبع القران حتي جمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال وكان الصحف عند ابي بكر حتي توفاه الله ثم عند عمر٠
*جمع القران في عهد عثمان بن عفان:
ظل القران الكريم كاملا في مصحف واحد طوال فتره الخليفه عمر بن خطاب فهو صاحب المبادره و المشاركه فيه واهتم عمر بتعليمه ونشره الي ان جاء وخلافه عثمان بن عفان وكان الجمع الثاني للقران.
*الجمع الثاني في خلافه عثمان بن عفان اتسعت رقعه الامصارالاسلاميه وتفرق الصحابه في الامصار يقرئون الناس القران واخذ كل بلد عن الصحابي الذي وفد اليهم قراءته،وظهرت قراءات متعدده منشؤها اختلاف لهجات العرب ،ولما اجتمع اهل العراق واهل الشام لغزو ثغور ارمنيه واذربيجان ظهر الخلاف بينهم في قراءة القران،وانكر بعضهم علي بعض مايقرأون وشهد بذلك حذيفه بن اليمان ،فافزع حذيفه اختلافهم في القراءه
فقال حذيفه لعثمان “يامير المومنين ادرك هذه الامه قبل ان يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى “ومن هنا ارسل عثمان بن عفان الي ام المومنين حفظه بنت عمر “ان ارسلي الينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم مردها اليك”
فأمر زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف٠
_ولعل القارئ يتسأل ما هو الفرق بين جمع ابي بكر الصديق ونسخ عثمان بن عفان رضي الله عنهما؟!
في ذلك يقول البغوي”فيه البيان الواضح ان الصحابه رضوان الله عليهم جمعوا بين الدفتين القران الذي نزله الله علي رسوله من غير ان زادوا فيه ،او نقصوا منه شيئا والذي حملهم علي جمعه كما قولنا انه كان مفرقا في العسب واللحاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته
*وفي عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وقع الاختلاف بين القراء وعظم الامر فيه ،وكتب الناس بذلك من الامصار الي عثمان بجمعه،وتدارك الامه قبل تفاقم الامر ،فاشار عثمان علي الصحابه فاستصابوا رايه ،وحضوه عليه ،فجمعه في مصحف واحد فكان المصحف العثماني الذي بين ايدينا اليوم٠
فكان سعي صحابه رسول الله الي جمعه في مصحف واحد فالقران الكريم مكتوب في اللوح المحفوظ انزله الله جمله واحده في شهر رمضان الي السماء ليلة القدر الدنيا قال تعالي”شهر رمضان الذي انزل فيه القران٠٠٠”وقال تعالي”انا انزلنه في ليلة القدر”
ثم كان ينزله الله علي رسوله مفرقا طيلة مده حياته عند الحاجه وحدوث ماشاء الله تعالي فترتيب التلاوه غير ترتيب النزول٠