المسميات الشخصيه المصريه القديمه للمواليد
گتبت:- دنيا السيد حجازى..
مما لا شك فيه أن مصر أرض الحضاره والتاريخ الحافل بالإنجازات، ودائمآ ما ترتبط فى ذهن كثيرين بالتاريخ الفرعونى المثير ولغته الهيروغليفيه العريقه، ودائما ما يسعون لإستدعائه فى لغتهم اليوميه ومناسبتهم وحتى أسماء أبنائهم، وتبقى الأسماء الفرعونيه مزيجآ مثاليآ بين كل من الماضى والحاضر.
*ومن هنا يأتى حديثنا عن تلك الموضوع*
كان لتسمية الطفل فى مصر القديمه إعتبار خاص فى محيط الأبوين،خاصةً بالنسبه للمواليد المميزه، مثل المولود البكر، والولد الأول بعد عدة إناث، أو البنت الأولى بعد عدة أولاد.
بالنسبه لمحتوى الإسم ذاته فقد تضمنت المسميات المصريه القديمه “أسماء دينيه الطابع،وأخرى دنيويه”
أما من حيث المبنى فتحتوى على “أسماء بسيطه التركيب، وأسماء ذات صيغه مركبه تظهر فى هيئة جمله تامه.وقد شاع بعض هذه وتلك طوال العصور القديمه كلها، بينما إقتصر تداول بعضها الآخر على عصور دون غيرها أو أكثر من غيرها.
كما أنه من المتعارف عليه أنه يوجد إختلاف واضح بين كل من الأسماء الشخصيه فى مصر القديمه والأسماء الشخصيه فى الوقت الحالى، وذلك الإختلاف من حيث اللفظ والتركيب أو المبنى والمعنى، ويرجع تلك الإختلاف تبعآ للإختلاف الزمنى واللغوى بين كل من الحاضر والماضى.
كما يوجد تشابه إلى حد ما بين تلك المسميات وذلك فى الخلفيات المعنويه والنفسيه للبعض منها، ويظهر ذلك واضحآ فى غلبة تلك المسميات فى تعبيرها عن روح التدين، والإقرار بفضل المعبود، والتأثير بالظروف الإجتماعيه والسياسيه والأسريه المعاصره لها.
أما عن مدلولات المسميات الشخصيه المصريه القديمه فكانت تسمى كالأتى:-
-كثيرآ ما كان يسمى المولود بإسم يتمنى الخير له مثل” سنبفنى” أى يسلم لى،”عنخ تيفى” أى سوف يعيش عمرآ طويلآ، “واوف عنخ” أى يحيى، “مرى” أى محب، “ونختى” أى شديد، ومنه مايسمى بإسم يتمنى الخير لذويه مثل ما يعنى”عاش الوالد” “عاش الأخوه” ربما تعنى أنه عوض عنهم، ومن هنا جاءت تلك الأسماء مثل “عوض ومعوض وعوضين” التى يسمى بها فى الوقت الحالى
– وقد يسمى الطفل بإسم يميزه بين إخوته وأقربائه مثل “نبسن” أى سيدهم، و”باحرى” أى الريس، و”إيتسن” أى رئيسهم، وكذا (ستهم ورئيسه) التى هى شائعه حتى اليوم.
-وقد يسمى بصفه جسمانيه، مثل الأسمر أو الأسود أو الأحمر، وذلك لكى يتوارث لقب الأسره، أو للتمييز بين إخوه يحملون إسمآ واحدآ بناءً على لون البشره أو لون الشعر لكل منهم.
أو يسمى بما يعنى الصغير والطويل، والضرير، وجميل الوجه، وجاى زى النجم،وأبو كف،وأبو رأس كبيره بمعنى(أبو رأسين) ونحوهمَ.
– وقد يشتق إسم المولود من ظروف وضعه، أو من عباره نطقت بها الأم حين ولادته، مثل “إيمحوتب” أى الأتى فى سلام،و”ساإو” أى إبن قادم، و”مرحبآ” و” إيمسخ” أى جاء بسرعه، وربما يقارن هذا بعكسه فى مثل تسميتى “متعب وعسران” لدى بعض الأعراب، كما يقارن بتفسير التوراه لأسماء إسحاق وعيسى ويعقوب وغيرهم وهى أسماء تتصل بظروف ولادتهم.
– وقد يسمى المولود بإسم بلدته أو المكان الذى ولد فيه مثل المنفى والطيبى، كما يقال الان طنطاوى وشبراوى ودمياطى…
وقد يسمى أيضا بإسم حرفه ما مثل النجار، والجندى، والفلاح، وإن كانت هذه أقرب إلى الكنيات التى تتوارثها الأسر أكثر منها إلى الأسماء المباشره.
– وقد يسمى عرضآ بإسم حيوان أو نبات أو أى شئ ما، مثلما يقال حتى الأن”ديب ونخله وصقر وعصفور والقط والنمس والسبع …، وعقيق وفيروز.
– وقد يسمى المولود بإسمين،إسم عادى وإسم تدليل، أو إسم عادى وكنيه، أو إسم يختاره له والده إرضاءآ لأهله، وإسم تفضله له أمه إرضاءآ لأهلها، بل وقد كان يسمى بثلاثة أسماء أحيانآ من هذه وتلك،ومنها ما قد يكون تمجيدآ للملك الحاكم بصفه جليله.
– وقد صبغت معظم الأسماء المصريه القديمه بروح التدين الغالبه على مجتمعها، ورغبة الإشاده بمعبودات قومها والإقرار بفضلها مثل “حسى رع” أى مداح رع، و”باكن أمون” أى عبد أمون.
– وقد يحمل الإسم معنى النسبه إلى المعبود مثل “حورى” أى المنسوب إلى المعبود حور، أو يحمل معنى إستخارة الإله فى شأن فى شأنه قبل مولده مثل”جد بتاح اوف عنخ” أى قال بتاح إنه سيعيش
– وقد يسمى الطفل بيوم مولده مثل “طفل اليوم الثامن أو السابع” وهذا يقابل ما نسمى به اليوم مثل “خميس وجمعه”
– قد يسمى بإسم مناسبه دينيه أو وطنيه، مثل تسمية “حور محب” أى المعبود حور فى عيد،وهذا يشبه إلى حد ما ما يقال اليوم فى تسميات رجب وشعبان ورمضان وعيد.
– وقد يسمى الطفل بإسم شائع أو مستحب فى الأسره مثل تسميته على إسم جده أو خاله أو عمه. كما يسمى بإسم ولى العهد أو الملك الحاكم، إما عن طريق استعاره حرفيه للإسم نفسه مثل أمنمحات وأحمس، تبعا لشهرته أو لولادة الطفل فى يوم مولده أو يوم تتويجه.
– كان هناك كنيات تطلق أحيانا على الأبناء وتلتصق بهم أكثر من أسمائهم وكان لها من وضوح المدلول ما يمكن أن تؤثر إلى حد ما فى شخصياتهم وفى طريقة معاملة الغير لهم عن قصد أو غير قصد تأثيرآ قد ينفعهم أحيانآ أو يضرهم أحيانآ أخرى
-لم يكن المصريون القدامى ينادون أطفالهم بأسمائهم كامله وإنما يختصرونها ويرخمونها وينغمونها، مثل خوفو العظيم صاحب الهرم الأكبر،الذى كان إسمه الكامل هو ” خنوم خوفوى”
كما دلت معظم أسماء البنات فى المجتمع المصرى القديم على أن أغلب الأسر كانت تتقبل مولد الأنثى بقبول حسن وترضى بقدر تقبلهم بمولد الذكر، كما كانت تسميات بناتهم تتسم بطابع الإعزاز ورغبة التدليل، وهى تسميات يسهل التعبير عن مدلولاتها باللهجه الدارجه اكثر من اللغه الفصحى مثل “نفره” أى جميله، و”حريره” أى زهره،و “سشن” أى سوسن أو زهرة اللوتس، و ” نفرتارى” أى حلوتهم أو حلاوتهم، و”حرس نفر” أى وجهها جميل
وكان أيضا من ضمن أسمائهن ما يكشف عن استبشار الأبوين بمولدهن مثل”دوات نفره” أى صباحيه مباركه، و”وبه نفر” أى قدم الخير أو بشيرة السعد، أما معناها بالعاميه هاتوها، وياريتها تعيش لى، وخلونى أشوفها،
“نفرتيتى” أى الحلوه جايه أو الجميله أتيه، “رنس مابى” أى إسمها فى بالى.
وكثير ما