دكتورة/ لبني يونس
كثير ما يعانى البعض من الشعور بالذنب بعد ارتكابه لاغلاط سلوكية (كقيامه بعمل ما سئ ، او احجامه عن تصرف جيد ).
الشعور بالذنب شعور إيجابي ينبع من نفس ذكية تحمل نفسها على الخير والصواب والتعاون والمشاركة فاذا جانبت ذلك يوما شعرت بالذنب مما يدفعها للرجوع إلى طبيعتها الجيدة ولكن قد يزيد هذا الشعور عند البعض عن حد الاعتدال فيدفع صاحبه إلى القسوة على ذاته.
فتبدأ نفسه فى لومه وتعنيفه بشكل مبالغ فيه وهو مايسمى ب”جلد الذات”.
ويؤدى به الأمر إلى عواقب وخيمة غير محمودة ، فيتوقف عن العمل ،وتتحول حياته إلى الحزن، والكآبة، وينعزل عن المجتمع ،وتحيطه هالة من الطاقة السلبية تمنعه من الإضطلاع بمسؤولياته بشكل سليم فيقع فى براثن الإختلال وعدم التوازن النفسى.
فيأتى القرآن ليهون عنه ذلك بعلاج سهل ميسر فلا داعى للجلد وتسليط لوم زائد إلى ذاتك.
وقد وهبنا الله العلاج النفسى فى محكم آياته حين قال
“وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا” النساء (110)
كل بنى البشر معرض لأن يسئ، فالإساءة ليست نهاية المطاف ولا تتوقف بعدها الرحلة الطيبة فى الحياة ولا تمنع السعادة مطلقًا إذا اتبعنا الإساءة بالاستغفار والتوبة ؛لأن من صفاته تعالى الغفران والرحمة وكأنه يقول تعالى لك اغفر لنفسك كما يغفر الله لك وارحم ذاتك كما يرحمك ربك