السحر والطب عند المصريين القدماء
گتبت: دنيا السيد حجازى..
من ضمن الأشياء المتعارف عليها فى هذا العالم هو “السحر” حيث أنه موجود فى كل زمان ومكان فلا ننسى قوله سبحانه وتعالى:-
“وَاتَّبَعُواْ مَا تَتلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلكِ سُلَيمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى المَلَكَينِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِن أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحنُ فِتنَهٌ فَلَا تَكفُر فَيَتَعَلَّمُونَ مِنهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَينَ المَرءِ وَزَوجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِن أَحَدٍ إِلَّا بِإِذنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُم وَلَا يَنفَعُهُم وَلَقَد عَلِمُواْ لَمَنِ اشتَرَاهُ مَا لَهُ فىِ الَأخِرَهِ مِن خَلَاقِ وَلَبِئسَ مَا شَرَواْ بِهِ أَنفُسَهُم
لَو كَانُواْ يَعلَمُونَ”
ومن هنا يأتى حديثنا عن السحر وارتباطه بالطب فى العهود الفرعونيه.
*الدافع وراء لجوء المصريين القدماء إلى السحر*
كانت آلهة المعابد لا تؤدى دورآ ملموسآ فى حياة المصريين القدماء، ونتج عن ذلك قيامهم بالجوء إلى السحر بدافع السعى لحل المشاكل المتعلقه بحياتهم اليوميه،مثل مخاطر الوضع ووفيات الرضع والحميات التى كانت تصيبهم.
كما كان المصريون القدماء يتمتعون بمهارات طبيه عظيمه، ويؤكد ذلك ما بقى لنا من برديات أطبائهم، وهى عباره عن برديات موجزه تشرح كيف كانوا يتعاملون مع الالام والأمراض، وتكشف لنا أيضا دورهم العظيم فى علم التشريح الناتج عن معرفتهم المفصله بتلك العلم، كما أنهم كتبوا عن القلب وأهميته وكيف أنه”يتحدث بصوت مسموع” عند أسفل الرأس وبطن اليد – عجبآ لتلك القول كيف يتحدث القلب – ليس المقصود من تلك العباره المعنى الحرفى بل المقصود بذلك “نبض القلب”
كما كان لديهم أيضا علاج لمشاكل العيون ، والاورام، وأمراض النساء.
وأعتقد المصريون القدماء أن كثيرآ من الآمراض التى كانت تصيبهم سببها مخلوق يشبه “الدوده” تجتاح أجسامهم.
كما كان الأطباء والسحره يعملون معآ، فاستخدموا الأدويه والتعويذات لمواجهة المشاكل مثل لدغات الأفاعى والعقارب، وأستخدموا السحر لدفع ما قد يصيبهم من التماسيح وأرواح الأموات، حتى أنهم كانوا يكتبون رسائل للأموات على أوانى فخاريه تترك فى القبور إذا ما شعر شخص أن الروح القرين للمتوفى مستاءه أو من المحتمل أن تسبب للمتوفى له مشاكل.
كما كان المصريون القدماء يدرئون المخاطر بالأحجبه السحريه والتمائم.
حيث أن التمائم تعنى:-
أن المصريين القدماء كثيرآ ما كانت قلائدهم وأساورهم التى يرتدونها أثناء حياتهم تحمل أحجبه سحريه، سوف ترفق بعد ذلك مع مومياتهم، لتحرسهم فى العالم الأخر، حيث كان من المعتقد أن هذه الأحجبه السحريه والتى كانت احيانآ ترفق بإحدى التعويذات، تستطيع دفع الأذى عن أصحابها.
*نباتات قوية المفعول*
لعبت النباتات دورآ بارزآ فى مجالى السحر والطب، وامتاز كثير منها بقيمته البالغه مثل نبات العرعر الذى كان له أهميه بالغه من حيث المفعول حتى أنهم كانوا يجلبونه من لبنان.
وكانت هناك نباتات أخرى مثل “الثوم” تستخدم لخواصها الطبيه، ومازالت حتى اليوم تقدر فى كثير من أنحاء العالم، كما كانت تستخدم فى مجال السحر أيضا، وكان يستخدم أيضا فى الدفن حيث كان يعتقد أنه يبعد الثعابين ويطرد الديدان
أما عن نبات الحناء فكان يستخدم فى صبغ الشعر والبشره، كما كان يعتقد أنه له قدره على درء المخاطر.
كما كان يوجد ما هو معروف ب”السكين السحرى”
حيث كان من المعتقد أن التصميمات التى تزخرف هذه الأدوات التى لها شكل معقوف مثل “البومرانج” لها قوه سحريه عظيمه، ربما كان هذا السكين يستخدم فى رسم حد سحري واقى حول المناطق الضعيفه من المنزل التى تحتاج إلى حمايه.
*نبذه موجزه عن علم الطب المصرى القديم*
هو مصطلح يشير إلى الطب المستخدم فى مصر القديمه فى الفتره من القرن الثالث والثلاثين قبل الميلاد وحتى غزو الفرس لمصر عام 525ق.م كان الطب متقدمآ للغايه فى تلك الوقت، حيث أنه شمل الجراحات البسيطه، وإصلاح كسور العظام، وتركيب العديد من الأدويه.
تذكر المخطوطات المصريه القديمه أن أحد الكهنه الكبار “إمحوتب” يعتبر مؤسس علم الطب فى مصر القديمه، كما يعتقد أنه مبتكر الكتابه الهيروغليفيه، مما جعل المصريون القدماء يقدسونه فى العصور المتأخرة من عصر الفراعنه،بأنه”إله الشفاء”
وبذلك نكون قد وضحنا علاقه السحر بالطب فى العهود الفرعونيه، ووضحنا أيضآ مصطلح علم الطب المصرى القديم كعلم مستقل بذاته.