بوابة الجمهورية الاخبارية موقع اخباري شامل يضم كافة الاخبار المحلية والعالمية واخبار الاسعار والحوادث والتقارير الاخبارية

الوعي الثقافي وأثره في بناء المجتمع

- Advertisement -

بقلم السفيرة الدكتورة / ماجدة الدسوقي
الثقافة هي الوعاء الذي تصب به كل التجارب والخبرات وطرائق العيش
والمخزون الفكري والعطاء الإبداعي ،لذلك فإن الثقافة من أبرز مكونات حركة الحياة في المجتمعات الإنسانية بإعتبارها الذخيرة المشتركة لأي أمة

-- Advertisement --

من الأمم تنتقل بها من جيل إلى جيل عبر تاريخ طويل من الأفكار والعادات والسلوكيات والمعتقدات .
فالثقافة تدل على رقي فكري وأدبي واجتماعي للجماعات والافراد وعلى الذوق المتميز في الفن والعلوم الإنسانية بما يعرف بالثقافة ذات المستوى العالي ،كما أنها نظرية في السلوك تساعد على رسم خط حياتنا بالشكل اللائق. فالوعي يتطور بممارسة الإنسان لحياته الاجتماعية و طريقة تفاعله مع من حوله من الأفراد ومدي معرفته وتعامله مع طبيعة الأشياء التي تحيط به ، وما يميز وعي الفرد الذاتي هو قدرته على إتخاذ أي قرار ومعرفته في سلوكه الخاص والعام ، حيث أن أغلب أفكار الناس هي نتاج تقدمهم في إنتاج كل ما هو مادي ، فإن هناك صراع قائم بين الوجود الإجتماعي والوعي الإجتماعي ، حيث أن الوجود مادي والوعي فكري . والمقصود بالوجود الإجتماعي هو حياة الإنسان الإقتصادية وسبل كسب العيش التي يقوم بها المجتمع ،والعلاقات التي تنشأ بين الأفراد أثناء عملية الإنتاج.
أما عن الوعي الإجتماعي هو مجمل أراء الأشخاص وتصوراتهم المتمثلة في الدين والفلسفة والفن والسياسة والحقوق والأخلاق . يعتقد الكثير من الناس أن الوعي الإجتماعي هو مجرد نصوص لفظية أو شعارات يلوكها لسان الإنسان ، وامتلاك القدرة على توصيف الواقع الإجتماعي بجملة من الكلمات والألفاظ البراقة ،يعتبر واعيًا إجتماعيًا ويضرب به المثل في هذا المجال ، ولقد أضاع هذا الفهم ومتوالياته النفسية والإجتماعية والثقافية الكثير من الفرص السانحة التي بإمكان المجتمع العربي ،لو كان يسوده وعي إجتماعي حقيقي أن يغتنمها ويترجمها ، إلى حقائق إجتماعية وثقافية تطور من واقعه وتنهي الكثير من مشاكله وأزماته .
ومن جراء هذا الفهم المغلوط للوعي الإجتماعي ، تحولت فرص النمو والانطلاق في المجتمع العربي إلى مهاوٍ تزيد من تعقيد المشكلة وتضيف لها أبعاد أخرى . وتظهر أعراض هذا الفهم المغلوط لمقولة الوعي الإجتماعي ، في الكثير من الأعراض والمؤشرات والمسارات التي يسير على هداها المجتمع العربي .
فهي أساليب التربية والتنشئة الإجتماعية ،تسود قيم التلقين والتلقي والفردية القائمة على نفس حاجة الإنسان إلى التعاون والتآلف مع الآخرين ، لذلك ينشأ الواحد منا وهو لا يفكر إلا في ذاته وفي حدودها الضيقة والآنية أيضًا. لقد عرفنا خطورة وأهمية عملية تشكيل الأفكار وخطورة الأغلاط التي يقترفها الوعي وهو يحدد علاقته بموضوعاته.

-- Advertisement --

Leave A Reply

Your email address will not be published.