متابعة د/ لمياء آدم
رواية رائعة للكاتب الكبير ريتشارد باخ ، وهو كاتب أمريكى من مواليد 1936، حظى بشهرة عالمية عند نشر هذه الرواية، حيث باعت الملايين من النسخ، وتم ترجمتها لعشرات اللغات، كما تصدرت قوائم الكتب الأكثر مبيعًا لسنوات، وتم إدراجها فى قائمة أفضل 50 كتاب كلاسيكى روحانى.، وتحكي عن طائر يقرر أنه لم يخلق فقط للبحث عن كسرة خبز يقتات عليها، وقرر التمرد فبدأ في استكشاف جسده وقدراته، حالما بالتحليق عاليا. هذه الرواية ستعيد حساباتك في قدراتك وأحلامك، وتدفعك للتمسك بها وتدفعك الي رفض الجهل ومعرفه انه علي الانسان تطوير ذاته حتي الموت وهذا ما اوصانا به رسول الله حيث حثنا في حديثه الشريف انه اذا قت الساعه وفي يد احدكم فسيله فليزرعها وهو امر للسعي والعمل الدؤوب حتي الوفاه ، لم نخلق للوقوف عند حد او نتوقف عن تحقيق احلامنا ، وانه يجب علينا دائما ان نربط حياتنا بأهداف ونحققها واحد تلو الاخر حتي يكون هناك سبب للوجود ،وباختصار تتحدث القصه عن : النورس الذي يدعي جوناثان ليفينجستون المحب للطيران ولايجاد طرق ووسائل للطيران جديده ومختلفه عن باقي سريه التدرب المحتشدون كل صباح حول قوارب الصيد من أجل الحصول على فتات الخبز والأسماك ، كان هدفه اسمي واعلي وهو ايجاد طرق طيران جديده تمكنه من اصطياد اسماك جديده ليذوق طعما اخر للحياه ، ويذهب لآفاق ابعد واعلي ويري العالم بمنظور مختلف ، لا يبدو جوناثان منسجمًا مع السرب، فهو لا يعجبه استخدام جناحيه فقط من أجل الطيران من الشاطئ إلى البحر من أجل الحصول على الطعام، وأن يبقى علي الشاطئ طيلة المساء تحت زعم أن طيور النورس لا تطير في الليل، وبدلا من ذلك يمضي جوناثان وقته كله في الطيران وتعلم الهبوط السريع والطيران المنخفض وغيرها من الحركات التي لم يكن جوناثان مقتنعاً بأنها خُصِّصت لفصيلة من الطيور دون فصيلة أخري وبحكم اختلافه تم رفضه من قبل سربه وصنف كعاص ومنشق عن السرب ، لم يحزن ولم يفشل ولم يبك ولم يتغرب بل أوجد لنفسه مكان علي العالم وبصمه ،فقام بالطيران الي اقصي طبقات السماء ووجد غلاف جوي اخر لكنه لم يكن وحده بل وجد من هم مثله الصفوه المختلفين من لهم بصمه ووجود في العالم أخذ يتعلم منهم الجديد ويكتسب مهارات اكثر فأكثر ولكن الحنين لموطنه جعله يهبط لأرضه وسربه ليعلمهم ما رأي واكتسب،وجد هناك عصاه جدد اخذ يعلمهم وشيئا فشيئا بدء السرب يتقبله ويسعي وراء ما يقودهم اليه ،علمهم ونقل خبرته الكامله للنورس جوناثان وعاش السرب في عصر ذهبي ، إلا أن هذا العصر لم يدم، عقب تقديس جوناثان وجعل الدروس التي أعطاها في الطيران طقوسًا وشعائر دينيه فانتهت هنا مسيره التجديد لرفضهم ولجهلهم وعدم رغبتهم في بذل المزيد وكل ذلك بسبب كسل بعض أفراد السرب الذين انشغلوا عن تعلم الطيران بإقامة ديانة مصدرها جوناثان وتلاميذه، الأمر الذي تسبب بفقدان الحريه والانقياد في جهل اشد مما قبل . الدروس المستفادة :كن نفسك ، طور ذاتك ،اربط حياتك باهداف ولكل هدف فتره زمنيه لتحقيقه ،تقبل التغير وغير ذاتك للافضل لا تكن ابدا النسخه الماضيه تجدد ،تاقلم مع المتجددات والمستحدثات ،لا تقدس شخصا او فكره ،الذي يستحق التقديس هو الله عز وجل وشعائرنا الدينيه ،لا تبخل ولا تضن بعلم فهناك ذكاه للعلم وذكاه لصحه العقل وبذلك تنمو وتزدهر فانقل خبراتك للاخرين لن ينقص هذا منك شيئا ،والخلاصه أن الوصول إلى الحقيقة المنشودة المرهونة بالعمل الدّؤوب والتّحدي والإبداع، وتجاوز المعيقات طمعاً في الارتقاء نحو الكمال هو الهدف الأساسيّ الذي ينشده الكاتب .