كتبت نجلاء يعقوب
في علم الأحياء؛ يوجد مصطلح اسمه التكيُّفو هو تعديل سلوك الكائن الحي بحسب التغيُّر الذي يطرأ على البيئة التي يعيش فيها؛ ومثال ذلك: تغيير الإنسان ملابسه مع تغيُّر فصول السنة فإن الإنسان يستمر بالتكيُّف مع البيئة المحيطة به من الجانب البيولوجي. وكما أن الإنسان يتكيف مع البيئة المحيطة به بيولوجيًّا؛ فإنه -أيضًا- يتكيف نفسيًّا سيكولوجيًّا مع الظروف الجديدة التي تطرأ على حياته؛ فتجده يختار العزلة، أو الانفتاح المطلق، أو الانفتاح المحدود، وهذا التكيُّف النفسي نابع من عدة مبررات؛ أولها: محاولة المحافظة على ما تبقى بداخله من مشاعر. وثانيها: خشية الوصول إلى حد التبلد التام الذي لا يستطيع السير في الحياة بدونه. وثالثها: خشية تكرار الصدمات النفسية الناتجة عن تجاربه السابقة؛ فيصاب بوعكة صحية لا يفيق منها أبدًا ورابعها: إدراك الشخص أن العلاقات الشخصية المثالية أو أهدافه التي يتمناها؛ هي عملات صعبة للغاية؛ فلا داعي للدخول في إحباطات جديدة. الخطورة في استهلاك المشاعر لا تكمن وحدها في تلك التصرفات الانطوائية أو الاحترازية الغريبة التي قد يتخذها البعض، بل تكمن أيضًا في الاستمرار في خوض التجارب الحياتية بعد التجارب الأولى التي تلقّى فيها الصدمات؛ فإنه يكمل بمشاعر باردة ليست قادرة على العطاء كما كانت من قبل