كتبت : يارا الدقاق
دائماً كان الكهنة يحتكرون في معابدهم المعارف ولايظهرونها للعوام من الناس وذلك من الأسباب التي ساعدت على انتهاء الحضارة الفرعونية القديمة واندثارها.
• من هو هيرودوت ؟
هيرودوت كان مؤرخاً إغريقياً يونانياً آسيوياً عاش فى القرن الخامس قبل الميلاد واشتهر بالأوصاف التى كتبها لأماكن عدة زارها حول العالم المعروف آنذاك وعُرف بفضل كتابه ” تاريخ هيرودوتس” الذى يصف فيه أحوال البلاد والأشخاص التى لاقاها فى ترحاله حول حوض البحر المتوسط وذكر الكثير عن حضارة مصر وهو صاحب مقولة ” مصر هبة النيل “
الحياة الفلكية عند الفراعنة :
أصل العلوم عند الفراعنة هو الفلك حيث اختلطت الأبراج الفلكية مع الأبراج الفرعونية حتى أنها سميت على أسماء الآلهة.والبرج الفرعوني كان يدل علي مابداخل كل شخص من طاقة ولذلك صدقت مقولة
يوليوس قيصر: «إن التقويم الفرعونى هو أذكى تقويم عرفه البشر»
إن هذا التقويم يقسم العام الشمسى لثلاثة فصول، وقد ربط المصريون القدماء الأبراج بالحكمة وبهذه الفصول وبالحركات الكونية ، كما استطاعوا أن يتعرفوا على الكواكب الأخرى : عطارد ، الزهرة ، المريخ ، المشترى ، زحل
وابتكروا الساعة الشمسية .
• عبارة كهنة هليوبوليس لهيرودوت وعدم تفسيره لها :
كان الكهنة يحكون للمؤرخ (هيرودوت)الكثير من الوقائع منهم كهنة هليوبوليس فقد حكوا له واقعة غريبة ولم يكن هيرودوت يملك تفسيراً واضحاً لها.
وهيرودوت مؤرخ لابد من الاهتمام بتفسير غرائب كلامه.
لكننا نلتمس له العذر في ذلك لأن كهنة مصر كانوا يعطونه المعلومة بشكل صعب غير سلس وسط مجموعة من الألغاز وذلك للحفاظ على سرية أسرارهم.
أما بشأن الجملة الغريبة التي ذكروها له فقد قالوا له :
“إن الشمس أشرقت مرتين من حيث تغرب الآن وغربت مرتين من حيث تشرق الآن”.
عندما نحاول تفسير العبارة فإن أول تفسير يأتي ببالنا هو أن الشمس طلعت من مغربها وهذا يعني دوران الأرض بالعكس لكن الواضح أن ذلك لم يحدث لأن العبارة لم تقل أن الشمس أشرقت من مغربها وإنما قالت أن الشمس أشرقت من حيث تغرب الآن.
إذن :
لوحاولنا أن نفهم التفسير المنطقي للعبارة استناداً لقول عالم الرياضيات الفرنسي ويدعى(شولر دي لوبيتش) قدم رأياً مقنعاً في ذلك فكان يرى أن هيرودوت كان موجوداً في مصر عام 460 قبل الميلاد وفي هذا الوقت تحديداً كانت الشمس تشرق في فلك مجموعة الحوت وتغرب عند مجموعة العذراء ويحدث ذلك فقط كل 13ألف سنة وذلك يعني أنه لكي تحدث مرتين فيبقى التبادل ده حدث مرتين خلال 39ألف سنة .
ولو افترضنا صحة قول (شولر) فذلك يعني أن علماء هليوبوليس كانوا يستندون إلى سجلات تعود إلى 39ألف سنة قبل الميلاد وذلك يتفق مع عمر الحضارة المصرية القديمة الذي دونه المؤرخون نقلاً عن مانيتون وما تم ذكره في بردية تورين.