- Advertisement -
من هو حفتر ؟ كيف يعرفه سائق تاكسي ولا تعرفه مصر ؟
هو عسكري ليبي شارك في شارك في انقلاب 1969 م الذي آتاح لمعمر القذافي الصعود للحكم , شارك حفتر أيضاً في حرب ليبيا مع تشاد و اسر فيها سبع سنوات مما أحرج القذافي حرجا شديدا و بعد اتفاقية رد الاسرى عاد حفتر إلي ليبيا بعد أسره سبع سنوات في تشاد ليشارك و يدبر انقلاب فاشل ضد معمر القذافي , بعدها سافر ليعيش في فرجينيا في الولايات المتحده ما ما يقرب من العشرين عاما حكم عليه خلالها في ليبيا بحكمين اعدام في جرائم مختلفه و اهمهما محاولة الانقلاب الفاشلة ضد القذافي .
ثم عاد بعد أن أجهزت القوات الجويه الفرنسية علي آخر رطل عسكري كان يستقله القذافي وسقوطه في قبضة فئران الناتو .
تصادف أن كنت مستقلاً تاكسي أجرة في أحد شوارع القاهره وكان السائق يستمع إلي الأخبار في أحد محطات الإذاعة المصرية , وهو يضرب كفا علي كف متحسراً وهو يقول ( ملقوش غيره ؟ هيضيعهم والله )
بطبيعة الحال سألته من هو اللي هيضيع مين ؟
فقال حفتر .. هذا الرجل عميل ولم يكسب معركة واحدة طوال حياته , شخصية غير محبوبه بين أبناء الشعب الليبي ,,,,,
قاطعته : أنت مؤيد للإخوان ؟
قال : أعوذ بالله يا أستاذ .دول اللي ضيعونا ,,
قاطعته : أنت ليبي ؟
قال : نصف أسرتي ليبين ,أولاد عمي ليبيين و نصف أخوالي ليبيين و نصفهم مصري و زوجتي ليبيه و أخي الأكبر الغير شقيق ليبيي و أنا كمان كان لي بيت وعمل في ليبيا أيام القذافي .
قاطعته بنهم هذه المره : وما العيب في قائد عسكري مثل حفتر حتي لو اتهزم قبل كده زي ما قلت , طالما مدعوم من مصر ومؤيد سياسياً من الداخل الليبي حتي لو مش محبوب شعبيا؟؟؟
قال يا أستاذ يا أستاذ …. ليبيا دولة تشكلها القبائل ,لابد أن يكون أحدهم هو الحاكم الجديد ,, واحد له قبيله تسنده و تدعمه بالروح و الدم …
لم يكن يشغلني الأمر كثيرا ولكني ظللت أستمع للرجل وهو منهمر كالسيل في معلوماته عن القبليه في الداخل الليبي وكيف تأثيرها المطلق علي نظام الحكم بها ….
المصادفه الأخري أني كنت في طريق عودتي من لقائي بالدكتور عبد الهادي الحويج وزير الهجرة في حكومة القذافي وأخر وزير للشباب في آخر حكومة قبل سقوط القذافي !
كان الدكتور عبد الهادي الحويج أحد أصدقائي المقربين لما يملكه من تيار قومي عروبي في مكونه الشخصي السياسي , وكان يشغل في ذلك الحين منصب رئيس تيار المصالحة الليبية للتوفيق بين الأطراف الليبية المتنازعة .
وكان أيضا رئيس مؤتمر الشباب الذي انعقد في تونس الشقيقة في العام 2017 وكنت أحد المدعويين إليه في مدينة الحمامات في فندق الياسمين (أحد استثمارات القذافي في تونس ) والذي استمر لمدة يومين في حضور كوادر الشباب من دول عربيه مختلفة بالإضافة الي بعض الشخصيات السياسيه و الإعلاميه في تونس .
كنت أري في كلام الحويج أن الأمل في عودة سيف الإسلامي القذافي للحكم كبير جدا أنه أحلام بقايا السلطه الحاكمه في زمن القذافي .
وكانت المفاجأة , تم اختيار الدكتور عبد الهادي الحويج وزيرا لخارجية خليفة حفتر و متحدثاً رسمياً بإسم تياره ..
-- Advertisement --
لم أتوقف كثيرا عند تلك النقطه ولم أفكر كيف تجتمع النقائض و المختلفات في كيان سياسي واحد , كيف لحفتر الذي يتآمر ضد القذافي ويريد خلعه من الحكم منذ السبعينات من القرن الماضي وشارك في سقوطه الأخير أن يستعين بأحد الموالين للقذافي وأبنائه !
وكالعادة كان حكمي الشخصي علي الدكتور الحويج كافيا بقبولي للموضوع , فهو شخص راقي و مهذب و مثقف ووطني يعلم ماذا يفعل جيدا.
علي الرغم من ذلك كان الدكتور الحويج يبدي غضبه الدائم من الإعلام المصري الذي يتجنب الحديث التفصيلي عن الداخل الليبي , لأنه وبحكم كونه يحمل شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع السياسي من أحد الجامعات المصريه , كان يري أنه لابد من دراسة المجتمع الذي تشارك في حكمه وفهم عاداته و تقاليده و كيف يفكر وكيف يختار حكامه وكيف يرضي وأساليب إرضائه , حتي أني ذات مرة عرضت أن أصور معه في شوارع ليبيا واقابل شخصيات سياسية و عامه من الداخل الليبي وأبدي الرجل استعداده التام لتأمين الرحلة و الزيارة في المدن التي يسيطر عليها خليفة حفتر !
لم تدم الفكره أكثر من دقائق لخوفي من عدم التأمين أو علي أفراد طاقم العمل .
رأينا جميعا كيف يقف المشير خليفه حفتر مهتزا غير قادر علي الحديث علي المرتجل بالرغم أنه يقرأ من ورقة معلنا يحدثنا عن الأوضاع في ليبيا !
المشير حفتر ( المواطن الأمريكي لأنه يحمل الجنسية الأمريكية ) لم يستطع فرض سطوته علي بئر بترول ليبي واحد لأن المسؤول عن حمايتها هي القبائل التي لا ترضى عنه .
المشير حفتر , لم يستطع حماية أبنائنا المصريين العاملين في ليبيا من الذبح أمام الكاميرات ,ولم يستطع التوصل للمجرمين .
المشير حفتر يعتمد علي الضربات الجويه التي تسددها القوات الجويه المصريه ( الطيران المجهول ) كما اعتمد علي القوات الجويه الفرنسية في ضرب موكب القذافي الأخير ( الذي يستعين ببقايا حكومته الآن )
المشير حفتر هو قائد عسكري علي المدنيين في المدن التي سيطرت عليها قواته بالدعم المصري
المدن التي سيطر عليها حفتر كانت مرتعا لكل الهاربين والإرهابيين بما فيهم جماعة عشماوي المعدم في مصر و التي لازالت جماعته تمارس عملها الإرهابي أو تحتمي من القوات المصريه داخل العمق الليبي …
السؤال ؟
ماذا قدم حفتر لمصر لحماية حدودها حتي الآن ؟
الإجابه ولا شيء
لقد أرهق الرجل القوات المصريه ( علي الفاضي )
الدعم المقدم لخليفه حفتر كان يمكن أن يكون لأحد آخر غيره , قادرا علي الحشد الشعبي بالكلمه مثلما يمتلك قوة السلاح و الدعم
السؤال الآخر : لماذا أرهقت مصر نفسها بهذ1 الفاشل ؟وما هي الدول التي اعترفت بوجوده ممثلاً لليبيا غير مصر ؟؟
الإجابه : لا يوجد غير مصر التي تعتبره ممثلا للسلطه في بلاده وباقي دول العالم تعترف به ككيان عسكري سياسي داخل النزاع الليبي يعني يعتبرونه ( ميليشيا ) ليس أكثر من ذلك !
أثق تماما في رؤية الرئيس السيسي وحكمته للموقف في الداخل الليبيي , وأثق أنه يفكر الآن فيمن يصلح أن يكون بديلاً لحفتر .
بقلم الإعلامي محمد الشريف
-- Advertisement --
