معالم أثرية بيت الرزاز بالدرب الأحمر

متابعة/خالد الرزاز …

يقع بيت الرزاز بين شارع باب الوزير بالدرب الأحمر، وسوق السلاح، فى منتصف المسافة بين القلعة وباب زويلة البوابة الجنوبية للقاهرة التاريخية.
خلفية تاريخية
يرجح تاريخ بناء بيت الرزاز إلى القرن الخامس عشر ، وبالرغم من التعديلات والإضافات العديدة التي شهدها البيت إلا انه يعتبر أحد النماذج الباقية النادرة لهذا النوع من بيوت الأمراء أو رجال البلاط السلطاني الذي يمثل تاريخ الحياة السكنية في مدينة القاهرة وتطورها على مر الزمان، ويحتوي البيت على جزئيين كل يتوسطه فناء، الجزء الشرقي يعود إلى عهد السلطان قايتباي، والجزء الغربي لأمير آخر من عهد المماليك، وتم دمج الجزئيين في القرن الثامن عشر ليصبح سكن لعائلة كبيرة واحدة دون المساس بالقاعات والفراغات الداخلية الفريدة والأصيلة، بما في ذلك المندرة الموجودة بالجزء الغربي والتي تعد أكبر مندرة تاريخية باقية في القاهرة.
الدراسة التاريخية والوثائقية التى قام بها الباحثون تدل على أن المبنى سمى على اسم (أحمد كتخدا عزبان الرزاز ) المتوفي عام 1833م، ( ابن مصطفى كتخدا الرزاز) المتوفى عام 1805م (وهو حفيد خليل أغا الرزاز) المتوفى عام 1640م، (وخليل تركى الجنسية وهو من أسس الرزازية فى عهد رضوان بك حاكم مصر وقت السلطان محمد الرابع الخليفة العثماني من عام 1648 إلى عام 1687م وكتخدا العزبان هما لقبان لأمراء فى الجيش العثماني أجبروا على أن لايتزوجوا خلال فترة الخدمة وقاموا فى مصر بحماية سكن الوالى بالقلعة، ولقرب خليل كتخدا العزبان من الوالي منحه إدارة حرفة الرزازة وهى المسئولة عن جمع محصول الأرز فى مصر ومن هنا لقب بالرزاز، وقد أشار الجبرتى أنه بسبب الأزمة الاقتصادية في منتصف القرن السابع عشر أصبح جمع جباية الأرز من الأمر المستحيل وبالرغم من ذلك أقنع خليل مزارع الأرز في محافظة الغربية باستقطاع جزء من المحصول ذاته لتغطية قيمة الضريبة المستحقة عليهم وتصاعد بعدها سعر الأرز في العالم صعودا حادا لدرجة أن السلطان أخذ ما أخذ من قيمة الضريبة ووهب الباقى لخليل كما أهداه أحد حكام مصر منزل يقيم به وهو المنزل الذي أسسه قايتباي والمحيط بالفناء الشرقى الحالى للعقار فؤسس خليل بمنزله الجديد ومن خلال المال الذي تحصل عليه أحد أعرق الأسر فى قاهرة القرن السابع والثامن والتاسع عشر.
تاريخ إنشاء بيت الرزاز محل خلاف بين خبراء الآثار، حيث يرجح أغلبهم أن بناءه بدأ في القرن الخامس عشر في فترة حكم السلطان المملوكي قايتباي، لكن الشكل الذي تحول بموجبه إلى مجمع سكني ضخم يمتد على مساحة 3400 متر مربع ويضم 170 غرفة، حصل عليه بعدما قام الأمير أحمد كتخدا الرزاز أمير طائفة الرزازين في العهد المملوكي ببناء الجزء الغربي من البيت،  تم دمج المنزلين ليصبحا سكنا للعائلتين.
ينقسم بيت الرزاز إلى قسمين الأول يسمى بالقسم الشرقي الصغير المطل على شارع باب الوزير، أما القسم الثاني فهو القسم الغربي الكبير من منزل الأمير مصطفى كتخدا الرزاز بسوق السلاح واكتمل بناؤه عام 1778.
البناء كان عبارة عن منزل ذي رواق واحد بني في عهد السلطان قايتباي ملاصقا لمدرسة أم السلطان الأشرف شعبان، ويضم مجموعة من القاعات الصغيرة، ومقعدا قمريا وشباكا في الدور الأرضي، إضافة إلى القاعة الصغرى الواقعة بالضلع الجنوبي الشرقي من الفناء الأول (الشرقي الصغير) من المنزل الحالي.