ليبيا فوق صفيح ساخن ومصر منقذها.
عبدالحميدشومان
في ظل الاستعلاء التركي وتهديداته كان لابد من استعاد الصفيح الليبي سخونته بعد عدوانه على سرت والجفرة اللتين تعدان شريان الحياة في ليبيا لكن الشيء اللافت اصطفاف الليبيين جميعاً ضد طموحات اردوغان حيث اجتمع الكل على كلمة واحدة وهي الحفاظ على أمن واستقرار البلاد.
الجميع اقتنع أن استمرار الصراع والقتال بين الليبيين يخدم المشروع التركي ويؤدي إلى تفتيت البلاد فلا صوت يعلو على المصلحة الوطنية لينقلب السحر على الساحر حيث كانت انقرة تسعى الى نشر الفوضى حيث إن تهديداتها ولجوءها إلى الحشد العسكري كان هدفه تقسيم الليبيين وعودة الاقتتال الداخلي ولكن بالعكس ساهم ذلك في اصطفاف الليبيين مع الجيش وتكريس الوحدة فحرص تركيا على العدوان على سرت والجفرة ادت الى إيقاظ الحس الوطني لليبيين الذين استشعروا الخطر وعادوا الى حضن الوطن الذي يتسع للجميع.
ولا غنى عن القول ان الواقع المرير والمؤلم الذي تعيشه ليبيا يدعو إلى اليقظة والوقوف بقوة وحزم في مواجهة المشروع التركي أكثر من أي وقت مضى وبلا شك في أنه سيُهزم ومعه سيهزم الشر والغدر ويوقف نزيف الدم في هذه المنطقة من العالم.
فالسياسيون الذين قادوا سياسة خارجية فاشلة وفسحوا المجال للتدخل الأجنبي عليهم الاعتزال وتصحيح الوضع فلا يمكن القبول بمسؤولين تحركهم تركيا والميليشيات فالأوطان لا تبنى إلا بجهود المخلصين والباحثين عن مصلحة شعبهم وليس أي شيء.
الخلاف بين الأطراف الليبية ساهم في إطالة أمد الصراع ومنح فرصة لتركيا لعرقلة الحل السياسي لذلك فقد حان الوقت لوضع حد لهذا التجاذب السياسي الذي ادى إلى اقتناص تركيا الفرصة لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة وحان الوقت للانتقال من اللغة الخطابية إلى التنفيذ بجدية ومسؤولية للحوار السياسي المبني على المصلحة العليا للوطن وعلى جميع أطراف الصراع في ليبيا الاضطلاع بمسؤولياتهم التاريخية أمام الشعب الليبي الذي يعلّق الآمال على مسار الحلّ السلمي الذي ينعكس بالفائدة على الجميع.
وفي الآونة الأخيرة زاد الوعي الليبي وفوض البرلمان الليبي مصر وقيادتها تولي امر الدفاع والمسانده كما اجتمع شيوخ القبائل العربية بحضور حفيد شيخ المجاهدين عمر المختار وفوضوا الرئيس السيسي بتولي امر حق الدفاع ضد قوي الإرهاب التركي واثقين بقوة مصر وانتمائها العربي أنها وقائدها وجيشها لن يتركوا ليبيا تقع بين فكي الغازي العثماني مؤكدين بأن ليبيا فوق صفيح ساخن الغزاه ومصر منقذها.