لصوص المقابر عند الفراعنه
بقلم /رباب سليم..
لم تكن المقابر عند القدماء المصريين مجرد اماكن لدفن الموتى بل كانت عباره عن قصور أبديه يضع فيها كل ما يحتاجه المتوفي اعتقاداً منهم بالبعث والخلود بعد الموت وأن المتوفي سوف تعود له الروح مرة أخري ويبدأ رحله جديده في العالم الآخر ولذلك حرص المصريين علي اتخاذ كافه الاحتياطات اللازمه لحماية المقابر من السرقه وحفاظا علي محتويات المقبرة من السلب والنهب
وعلي الرغم من ذلك الحرص الشديد لم تسلم مقابر الملوك من سرقه اللصوص لها ومن أدله ذلك قد وجد في مجموعه ( لورد امهرست) وثيقه لبرديه من حكم الملك رمسيس التاسع
وكانت الوثيقه تنص علي محاكمه ثمانيه من خدم رئيس كهنه آمون الذين اتهموا بنهب مدفن الملك ( سبكمسان ) من ملوك الأسرة الثالثه عشر
وكان من ضمن اعترافات المسجونين ( لقد فتحنا الأكفان واللفائف التي كانت عليها فوجدنا المومياء الشريفه وكان معها سيفان وحلي كثيرة وعقود من الذهب في رقبته وكان رأسه مغطي بالذهب فانتزعنا ما وجدناه من الذهب علي مومياء هذه الاله ووجدنا الملكه أيضا وانتزعنا ما وجدناه فوق مميائها وحرقنا اللفائف ثم أخذنا مما وجدناه في مدفنها من أثاث ذهبي وآنيه نحاسيه وفضيه ) واتضح أن أولئك المتهمين الذين اعترفوا بذلك مجرمون وحكم عليهم بالبقاء في سجن معبد آمون لينتظروا العقاب
ويوجد الكثير من أوراق البردي التي تشير الي محاكمه نبّاشين القبور الملكيه وفي متحفي مدينه( ليفربول) بإنجلترا ورقتان برديتان تشير الي نهب في وادي مقابر الملوك ،
واحداهما تتعلق بالإعتداء علي قبر رمسيس السادس
وتشير البرديه إلي أن الذي ادي الي كشف أمر هؤلاء اللصوص تنازعهم فيما بينهم علي تقسيم الغنيمه وهذا الموقف يحضر في ذهننا المثل المصري القائل ( مشفهمش وهما بيسرقوا شافوهم وهما بيتحاسبوا )
وكان من أهم الأشياء عند اللصوص أن يصلوا الي الذهب والجواهر بسرعه وبعد ذلك يقوموا بتشويه الجثه وأربطتها ودليل ذلك ففي سنه (١٩٠٥) حيث فكت أربطه مومياء رمسيس السادس ووجدت الجثه مقطعه مهشمه
ويشير الباحثين الي أن القبر الوحيد الذي نجي من النهب والسرقه هو قبر الملك ( توت عنخ آمون ) .