اعداد / عيد صالح
العقل الباطني اخطر قوة تتطلب منك التعامل معها بحذر شديد
فالعقل الباطني لا يفرق بين الصح والخطا أو الحقيقة والوهم
كل ما تفكر فيه أو تفعله في عقلك الواعي أكان إيجابيا أو سلبياً ثم تعيد تفكيرك فيه أو فعله في عقلك الواعي مراراً وتكرارا فإنه يصل إلى العقل الباطني ويترسخ فيه بغض النظر أن كان صحيح او خاطئ ام كان حقيقة أو وهم
العقل الباطن هو المسيطر والمتحكم في سلوكك وتصرفاتك ويؤثر على مشاعرك واحاسيسك ورغباتك المبنية على معتقداتك الراسخة التي تراكمت وتعمقت في عقلك الباطن منذو الطفولة مروراً بمختلف مراحل حياتك من تربية وتعليم ، وخبرات نظرية ومهنية وعلاقات اجتماعية…والخ
ومثال بسيط على ذلك هو من يتعلم سواقة السيارة فهو يتعامل لاكتساب هذه الخبرة أو المهارة بعقله الواعي وتجده أثناء هذه المرحلة يسوق السيارة بتركيز وجهد ذهني شديد يرافقه التوتر ولكن مع تكرار عملية التعلم لعدة أيام تبدأ تصل تفاصيل هذه الخبرة إلى العقل الباطني ثم تترسخ فيه وبعد ذلك العقل الباطني هو من يتولى هذه المهمة ومن هنا يتغير سلوك واسلوب السائق تغيير جذري في تعامله مع السيارة حيث يختفي كل ذلك التوتر والقلق الذي كان مسيطر عليه أثناء تعامله مع السيارة بعقله الواعي من أجل تعلم السواقة ويخف التركيز الذهني إلى مستواه الطبيعي وتتحول عملية السواقة إلى متعه يستمتع فيها السائق بالمناظر التي يمر بها ويلتفت يمينا ويساراً ويتحدث بطريقة طبيعية او هادئة مع الركاب الذين بجانبه ويتحدث كذلك حتى بالجوال بتركيز لا يؤثر عليه تعامله مع السيارة
وهذا التغيير الكبير حدث لأن العقل الباطني اصبح هو المستلم لزمام الأمور بشكل رئيسي في سواقة السيارة وبالتالي خفف كثيراً عن العقل الواعي تلك الضغوط التي كان يتعامل معها أثناء تعلم السواقة وبذلك أصبح العقل الواعي يتعامل فقط مع مستجدات الأحداث والمعلومات
الخلاصة :- إذا كان تفكيرك الواعي إيجابيا باستمرار فإن تفكيرك المتكرر يتعمق في العقل الباطني وينعكس بذلك على اسلوبك وسلوكك وتصرفاتك
وبالمقابل فإن افكارك السلبية المتكررة تتعمق في عقلك الباطن الذي سيقوم بالتالي في السيطرة والتحكم بأسلوبك وسلوكك وتصرفاتك إجباريا ومهما حاولت التصرف بما يناقضها لن تستطيع ذلك فإن حاولت أن تبدو قوي الشخصية فسوف يفضحك عقلك الباطني وان حاولت أن تبدو واثقاً أو هادئاً في موقفاً ما يتطلب فيه ثباتك وهدوئك فسوف تفشل لأن ما يختزنه عقلك الباطني جراء افكارك السلبية المتكررة عن نفسك وعن كل ماحولك مناقض لما تحاول أن تثبته في أي موقف من قوة الثقة أو الهدوء أو التأثير …والخ
ولن يظهر في شخصيتك إلا سلبيات مخزون عقلك الباطن المناقضة لشخصيتك التي تحاول إظهارها للآخرين وهذه المقاومة المناقضة للعقل الباطني سوف ثؤثر أكثر على سلوكك وتصرفاتك حيث تظهر شخصيتك مهزوزة وأكثر ارتباكا لأنه لا يمكنك التصرف بما يعاكس أو يناقض العقل الباطني الذي هو المسيطر والمتحكم بأسلوبك وسلوكك وتصرفاتك المبنية على افكارك السلبية التي تراكمت وترسخت في عقلك الباطن.
وأخيراً لا يمكنك ان تكون قوي ، وأفكارك السلبية عن نفسك هي مخزون عقلك الباطن
والنصيحة الهامة هي عليك أن تتعامل بحذر شديد مع افكارك قبل أن تصل إلى عقلك الباطن
اقطع تفكيرك السلبي وهو لا زال في عقلك الواعي ولا تكرر التفكير إلا بالافكار الإيجابية فقط عن نفسك وعن كل ماحولك