كتب عيد صالح (الشهامة لا تموت: تأملات في بطولات شهداء الإنسانية)
كتب عيد صالح (الشهامة لا تموت: تأملات في بطولات شهداء الإنسانية)
- Advertisement -
في زمن تتداخل فيه الأصوات وتضيع فيه المبادئ أحيانًا، يسطع نجم أشخاص نذروا أنفسهم للدفاع عن الحق، ولو كان الثمن حياتهم. أولئك هم شهداء الشهامة، الذين لا يحركهم طمع أو مصلحة، بل تدفعهم الشهامة، والكرامة، والضمير. هم من يُقدمون على الفعل النبيل في لحظة فارقة، غير آبهين بالمخاطر، ليكتبوا أسماءهم في سجل الخالدين.
من هو شهيد الشهامة؟
شهيد الشهامة هو ذاك الشخص الذي يدفع حياته ثمنًا لموقف بطولي، غالبًا في سبيل الدفاع عن مظلوم، أو صد عدوان، أو الوقوف ضد الجريمة، أو إنقاذ روح في خطر. هو الذي لم يتردد حين سمع صرخة استغاثة، ولم يُدِر وجهه عندما رأى الظلم. قد لا يكون جنديًا في ميدان، لكنه محارب في معركة القيم والإنسانية.
الشهامة في ثقافتنا العربية
الشهامة جزء أصيل من الثقافة العربية، ترتبط بالرجولة والمروءة والنخوة. فالعربي كان ولا يزال يفخر بمن يهبّ لنصرة الضعيف، ويحمي العرض، ويقف إلى جانب الحق. وشهيد الشهامة في زماننا هو الامتداد الطبيعي لتلك القيم التي توارثناها، لكنه يدفع الثمن الأغلى: حياته.
-- Advertisement --
مواقف لا تُنسى
كم من شاب استشهد وهو يدافع عن فتاة تتعرض للتحرش أو الاعتداء، وكم من رجل فقد حياته وهو يحاول منع جريمة أو إنقاذ طفل من الغرق أو الحريق. قد تمر أسماؤهم عابرة في الأخبار، لكن مواقفهم تظل محفورة في الوجدان، رمزًا للشجاعة الحقة.
لماذا نتذكرهم؟
لأنهم يُذكروننا بأن الخير ما زال حيًا، وأن الضمير الإنساني لم يمت، وأن الشجاعة ليست في الصراخ بل في الفعل. نتذكرهم لنغرس في أبنائنا معنى الشهامة الحقيقي، ولنوقظ فينا الإحساس بالواجب تجاه بعضنا البعض.
الخاتمة
شهيد الشهامة لا يموت، بل يعيش في قلوب من ألهمهم، وفي ضمائر من أعاد إليهم الأمل بإنسانية ما زالت تقاوم. هو بطل عابر، لكنه يترك أثرًا دائمًا. ومهما تغيّر الزمان، سيظل الناس بحاجة إلى من يقول: “أنا لها”، ويدفع الثمن راضيًا، لأنه آمن أن لا كرامة دون شهامة.
-- Advertisement --