بوابة الجمهورية الاخبارية موقع اخباري شامل يضم كافة الاخبار المحلية والعالمية واخبار الاسعار والحوادث والتقارير الاخبارية

قردوغان وألاعيبه الخبيثة

- Advertisement -

عبدالحميدشومان
حالياً تراجع سريع أكثر مما كان متوقعاً من الزخم الدولي الذي راحت أنقرة تحشد له منذ سنوات
لدعم موقفها في سوريا وليبيا الذي قدمت له عشرات المبررات ولكن الإرهاصات التي كشفت عن نوايا قردوغان الحقيقية جعلت العالمق وخاصة الاتحاد الأوروبي يعيد النظر في المسألة برمتها.

فرنسا لم تدخل فجأة على خط الأزمة الليبية فمنذ سقوط نظام معمر القذافيج ظلت فرنسا تقود الجهود الدولية لإرساء الأمن والاستقرار في إفريقيا بسبب مصالحها الاستراتيجية والقومية وحين وصفت باريس التدخل التركي في ليبيا الأسبوع الماضي بالاعيب قردوغان كانت تقصد فعلاً انكشاف المخطط التركي الذي ينتهج مسارات عدة ويتبع تكتيكة جس النبض والمناورة والضغط والابتزاز والتهديد…!

مسارات قردوغان في ليبيا ليست سراً كما يعتقد البعض فهو يؤكد في كل موقف أنه ذاهب إلى ليبيا لاستعادة حلم الامبراطورية العثمانية سواء أكان ذلك حلماً حقيقياً يسعى لتحقيقه أو كانت مجرد خطابات شعبوية تعيد له بعض شعبيته التي فقدها داخلياً كذلك ينتج مساراً خطراً في إرسال الجماعات الإرهابية المرتزقة من سوريا إلى ليبيا بكل وضوح وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي

يقايض هذا القردوغان أيضاً حكومة الإخوان في طرابلس بالدعم العسكري واللوجستي مقابل تنفيذ مذكرات التفاهم، المرفوضة دولياً والتي تتيح له إقامة منطقة اقتصادية تمتد من شواطئ جنوب تركيا إلى شمال شرق ليبيا لشق دهليز بحري يسمح له بنهب النفط والغاز في تلك المساحة البحرية التي اخترعها مع الإخوان.

-- Advertisement --

إلى جانب ذلك ترفع أنقرة ملف اللاجئين السوريين
في كل خطاب موجه إلى أوروبا فيترك بعض الأوروبيين وعلى وقع الابتزاز العلني المكشوف يحسبون الحسابات أولاً بأول قبل مساندة فرنسا التي قررت أخيراً كشف أوراق قردوغان وسياساته الخطرة في المنطقة فترى فرنسا
أن قردوغان سيعود مرة أخرى لإنتاج لاجئين ليبيين لغزو أوروبا وقرصها من خاصرتها .

فرنسا لا تجامل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أعلن في يناير 2020، أن قردوغان يخرق تعهداته بشأن نقل الأسلحة والميليشيات الإرهابية إلى ليبيا ويعود الرئيس الفرنسي يعلن قبل أيام أن النظام التركي يتحمل مسؤولية تاريخية وإجرامية في الأزمة الليبية، وأن الدور الذي تلعبه تركيا في ليبيا منافٍ للقوانين الدولية، ولمصالح الأوروبيين ودول المنطقة.

القلق الفرنسي الأوروبي٠ يتسارع حول أردوغان وأطماعه وتهديداته المختلفة في المنطقة، براً وبحراً، التي قد تصل إلى عمق المصالح الفرنسية في إفريقيا، باستخدام بوابة ليبيا، فتعلن فرنسا إطلاق تحالف دولي للقضاء على الإرهاب في منطقة القرن الأفريقي، وبلا تلكؤ، يتصل وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان مع رئيس الحكومة الإخوانية في طرابلس ويؤكد رفض فرنسا التدخل الأجنبي في ليبيا وضرورة وقف إطلاق النار وعودة المسار السياسي.

في هذا الصيف وبسرعة غير متوقعة تتساقط أوراق التوت التي كان يزين بها قردوغان نواياه تجاه سوريا وليبيا والعراق واليمن، وتصبح فجأة الشجرة العثمانية الخبيثة وحيدة منعزلة عارية منبوذة تحت ضوء الشمس والحقيقة.

-- Advertisement --

Leave A Reply

Your email address will not be published.