إن أخذني منكم الموتُ بغتةً، وشاء ربي أن يطوي كتابي، فسامحوني عن كل شيء، فربما كلمة مني دون قصد أحزنت أحدكم، فأنا لا أعلم متى سيسترد الله أمانته، فلذلك وجب عليَّ أن أطلب منكم السماح لو كان لكم حق عندي ؛ لأرحل عن الدنيا بخفة الريشة، وأطمع في ربِّ كريم ألقاه بقلب سليم كاليوم الذي وُلدتُ فيه، ولا تحرموني من دعواتكم وقتذاك، واذكروني بخير واعلموا أنني لو كان في عمري بقية ما وددت إلا أن أحيا لإسعاد قلوبكم، حتى لو لم يهتم أحد بإسعادي؛ فنظرة ربي إلى قلبي تكفيني عن كل البشر، وما صبَّرني على آلام الدنيا وهمومها إلا رحمة الله في الآخرة وتطهيره لي من أي ذنب فتغمرني مغفرته ويمتعني بعفوه الجميل، ويدخلني جنات النعيم.