سلامآ على قلب وروح امرأة وجدت نفسها وتد البيت فجأة دون أن تختار..
أقامت ظهرها المحني بعد كسرة الفقد أو الهجر ورفعت رأسها تجابه الحياة..
لا تملك رفاهية القعود ولا التراجع ولا الهروب ولا حتى أخذ استراحة..
يقظة كالمحارب، منتبهة لكل ما قد يداهمها من أي اتجاه..
تحمل القنديل وإن احترقت كفها، ولا تفتأ توفر له الزيت يوما بعد يوم..
خلال النهار؛ تلعب كل الأدوار ما عدا كونها أنثى..
ينسى حتى بعض المحيطين بها أنها امرأة بالأساس..
تتنازعها المسؤوليات؛ فتتمزق مسددة -بجل طاقتها- في هذه وتلك..
تتوالى عليها السنين، ولا يشفع لها الشيب لدى ضغوطات الزمن..
تلاحقها الضربات -وهي الضعيفة القوية، الرقيقة الصلبة- حتى لا تكاد تفيق أو تلتفت..
تمر عليها لحظات..
تتمنى لو سكن العالم كله.. وصمت الضجيج بذهنها.. وارتاحت من كل شيء.