بوابة الجمهورية الاخبارية موقع اخباري شامل يضم كافة الاخبار المحلية والعالمية واخبار الاسعار والحوادث والتقارير الاخبارية

«عفوا لقد أفلست »

- Advertisement -

بقلم الكاتبة / د. جيهان حنا.

-- Advertisement --

عفوا فانا أفلست . نعم أفلست الحوار .. أعذرني حين يتلعثم لساني و أصمت كثيرا … أنا لا أقصد…أن اضايقك بصمتي… فأنا أيضا أشعر بضيق….لم تسألني يوما لماذا ؟؟ لم تحرجني أو ربما احرجتني ….لا اتذكر و لن اتذكر…..و لكنني أردت أن أحكي لك لكي تفهمني … و تريح قلبي المجهد …. لربما عجزت عن البوح أمامك….لصعوبة اقناعك…..فالكتابة اسهل من المواجهة ……
يفلس الإنسان عن الكلام و يطول صمتة و تشعر أنك بحاجة أن تتدخل أنت بكلمه أو تغلق الموضوع معه تماما عندما يشعر أنه قال كل ما في قلبه مرارا و تكرارا حتي انشق قلبه و تحجر لسانه ..حتي أصبح ليس لديه ما يبوح به…فهو يعتصر الما و يحترق و أنت لا تهتم ولا تسمع.. ..مللت الشكوي…أو مللت النقاش معه ….. اصبحت تخشي المواجهة ولكن تستحسن الحديث مع غيره …مللت قصصه الغير مسلية….تشعر أن نبرات صوته تسحب منك الطاقة….. تزيدك مللا…
أو قد تكون لا تريد من يسرد لك الحقائق علي حد تعبيرة…..فهو يبذل مجهود كبير لتفهم مشاعرة و أفكاره فيقرأ و يرتب الاحداث…. وأنت لا تفهم و لا تقدر المجهود الضائع…فيمل هذا الشخص منك و يختار الصمت ….لانك خذلته و اخرست لسانه….
أو قد يصمت الانسان ليس لانك شخص امامه لا يهتم و لا يسمع فقط..لا.. قد تخرسه احيانا لانك شخص غير مسؤول…غير مبالي..متبلد المشاعر……فتختنق الكلمات… تظل داخل الحلق ….معلقة . …فيفتر القلب حزنا…
أو ربما انت يا عزيزي المذنب ….انت لم تعلمه كيف يجري معك حوار من البداية….لم تثقفة….صنعت منه دميه بيدك…و ساهمت في خلق شخصية رتيبة…. جوفاء..صامتة ..تلبي فقط طلباتك …و تراعي المنزل.. و احتياجاتك المادية ….واعتبرت نفسك تشتري راحتك و ترغب في الهدوء و السكينة ….ثم ندمت لانك لم تختار صديق أو رفيق الدرب . و لكن بعد فوات الاوان…نعم ندمت…فأنت الآن تتمني لو انك تفهم ما يجول بخاطرة… أن ينطق…و لكنه للأسف الشديد تعود علي الصمت……افلس….أصبح حاضرا غائبا…
إذن ..من أنت يا عزيزي في كل من سبق؟؟؟
لا تلوم الزمن….
الزَمن لا يَقوم بِتصفية الناس من حولنا .. نَحن من نُصفيهم .. و نصنفهم.. نَحن من نتغير .. وَ نُغير من حولنا .. ثم نعيب الزمن و نلومة .. نلوم الأيام …لاننا نغيرها نحن من يصنع السعادة…..نحن من نقرر أن يكون لنا وجود وإضافة و أن نفرح أو نسعي لكوننا اشباح…..وجوه بلا ملامح
… أجساد بلا اراوح …
سلاما على من لفت انتباه القلب،
فاستدارت له الرّوح…. فأصبح ينبض….
وسلاما على من رأى العين كادت أن تدمع …. فأضحكها…. و سلاما لمن عشق الروح فأصبحت شبابا …سلاما علي من عرف قيمة الأوفياء و الانقياء في حياته فاحتفظ بهم داخل قلبة…تمسك بمن يهبك الحياة و ليس بمن يتفنن لكي يسلبها منك.. تمسك بالحياة..

-- Advertisement --

Leave A Reply

Your email address will not be published.