عبادة الشمس المقدسة
بقلم مريم هاشم ..
اول ما يتطرق إلى الذهن عند ذكر عبادة الشمس هو قصة سيدنا سليمان مع الهدهد وقوم سبأ ، وقوله تعالى على لسان الهدهد ” انى وجدت امرأة تملكهم و أوتيت من كل شىء ولها عرش عظيم . وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله ……” سورة النمل .
لكن فى الحقيقة أن عبادة الشمس كانت موجودة فعلياً فى مصر القديمة ولكن بصورة مختلفة ، فبعد أن استقرت الحياة على ضفاف النيل وبدأ يكون هناك نمو حضارى بدا يحدث توجه دينى حيث نجد المصريين القدماء قاموا بإتخاذ المعبودات من كل ما يحيط بهم على سبيل المثال نجد أنهم اتخذوا معبودات على هيئة حيوانات ، وطيور ، وخير دليل على ذلك ما نجده في مقابر الدولة القديمة ، وأحجار مقابر الاسرة الاولى .
كما اتخذوا معبودات من الحيوانات والطيور اتخذوا أيضاً معبودات من النبات ،. وأشهر مثال على ذلك والمعروف بالنسبة للكثير ” زهرة اللوتس ”
والمعروف مدى قداسة هذة الزهرة بالنسبة للمصرى القديم ، بالإضافة إلى شجرة ” الجميز ”
لذالك ليس من الغريب بعد عبادتهم لما ذكر توجههم لعبادة الشمس و تقديسهم لها .
كانت عبادة الشمس من اشهر واقدم العبادات منذ عصر الاسرات ، وكانت متمثلة فى الإله ” آمون رع ” قرص الشمس ، وكان يعتقد المصرين القدماء أن “رع ” هو صانع كل ما نشاهده حولنا فى العالم المرئى وخالق العالم السفلى وكل ما يعييش به .
واسم “رع” وان كان غير معروف منشأه لكنه كان يعنى لدى المصريين القدماء خلال فترة من فترات تاريخيهم ب ” القدرة المبدعه الصانعة ” واطلقوها على إله الشمس كدلاله قريبة من معنى ” الخالق ” .
وقد بلغت عبادة ” الإله رع ” ذروة مجدها الى الحد الذى جعل بعض ملوك الدولة القديمة ينسبون أنفسهم إلى الإله رع بإعتبارهم ابناءا له .
مثال على ذلك أحد ملوك الأسرة الثانيه ” رع – نب ” ويعنى ” رع السيد ” ، والملك ” زوسر ” أحد ملوك الأسرة الثالثة الذى حمل لقب ” رع الذهبى ” .. وغيرهم الكثير من ملوك الدولة القديمة .
_ صورة الإله رع :
كان الإله رع يمثل دائما بجسد رجل و رأس صقر يمسك برمز الحياة بيمينه وبيساره يمسك بصولجان ، ويتدل. من حزام قميصه ذيل يشبه ازياء رجال عصر ما قبل الاسرات ويحتمل عصور تاليه ، لكن فى بعض الأحيان كان يمثل فى صورة صقر يضع على رأسه رمز يدل على قرص الشمس .
– الأساطير المرتبطة بالاله رع :
ارتبط الإله رع بعدة أساطير لعل أشهرها هو :
كفاحه كل ليلة والتى تحكى عن رحلة الإله رع فى العالم الاخر وقوى الشر التى يواجهها كل ليلة ليستطيع أن يشرق فى الصباح التالي.
فى كل ليلة كان الإله رع وزوجته ” الربه ماعت ” يقفان على جانبى ” حورس” والذى بدورة كان ربان ” قبطان ” للقارب الذى يبحرون به فى العالم الاخر وكان يوجد أيضاً الربتان السمكتان ” ابتو ” و ” انت” وهما المرشدتان للقارب وكانوا يسبحوا على جانبيه لكن كان الإله رع بكل قدراته وقدرات الالهه المصاحبة له يواجه و يتفادى هجمات الشياطين والكائنات المرعبه التى تخاطر بإعتراض مسار قاربه ولعل أشهرها واهمها الثعابين ” أبيب ” و ” سيباو ” و “ناك”
ويعتبر ” أبيب” هو أكبرهم واكثرهم شرا حيث كان يجسد فى عصر الاسرات أكثر سعات الليل ظلاما ، وكان على الإله رع ليس فقط محاربته بل والانتصار عليه ليستطيع الشروق كل صباح ، وكان “أبيب ” يمثل أيضاً الظلام الدامس الذى كان يغطى العالم و وضع العقبات العديدة والخطيرة أمام الشمس ” الإله رع” عندما بزغت لأول مرة .
وقد ذكر ” أبيب” فى كتاب الموتى بصوره مستمرة ولكن بطريقة أدبية .
وقد اعتبر المصري القديم الإله رع وكل ليلة متمثل فى قرص الشمس بعثا للإنسان من جديد بإعتبار أن الإله رع هو الخالق وعلامة أيضاً على انتصار رع على قوى الفوضى خلال رحلته الليلية .
وفى النهاية ف فإن الحديث عن رع وعبادة الشمس لا ينتهى بأى حال ولعل ما ذكر هو اشهر ما قيل فيها .