سجاح التميميه

على مر التاريخ شهدنا الكثير من الحركات التى يشنها مدعو النبوه والتى تظهر على الساحه من حين الى اخر منذ وفاة النبى صلى الله عليه وسلم حتى الآن وربما اعتدنا على نمط معين لهذه الحركات وهى ظهورها تحت قيادة رجال لذلك فإن من ابرز الامور التى تلفت نظر الدارس لهذه الفئه من الناس هى تلك الدعوه التى قادتها مدعية النبوه سجاح التميميه تلك المرأه التى استطاعت ان تجعل تلك الحركات ليست حكرا على الرجال فقط بل بوسع النساء ايضا المشاركه فيها واستطاعت ايضا ان تخرج تلك الحركات عن طورها المعتاد لتمنحه شكلا جديدا

هى سجاح بنت الحارث بن سويد التميميه كانت سجاح من بنى يربوع احد افرع قبائل تميم وامها من بنى تغلب في العراق وهى قبيله اعتنق معظم افرادها المسيحيه نتيجة احتكاكهم بسكان اقليم الفرات اقامت سجاح بينهم واعتنقت النصرانية وتزوجت منهم ولعل ابرز الامور التى ساعدت سجاح فى نشر دعوتها انها كانت متنبئه وعرافه وهى واحده من طائفة المتنبئين الذين ظهروا فى الجزيره العربيه فبل الرده

سجاح وحركة ادعاء النبوه
وقد تنبأت سجاح بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم وربما فعلت هذا بدافع التقليد الاعمى لغيرها من طائفة المتنبئين ولحاقا بركاب حملة التنبؤ رغبة فى الظهور او لسيطرة العصبيه القبليه والدينية عليها ربما كانت سجاح مدفوعة بحميتها الدينيه لمحاربة المسلمين فهى بحكم عقيدتها النصرانية نقمت على محمد صلى الله عليه وسلم واتباعه
واستجاب لدعوة سجاح الهذيل بن عمران فى تغلب وترك التنصير حيث وجدت القليل من التجاوب عند قومها ولما وصلت سجاح الى الحزن ارسلت الى بطون تميم تستقطبهم ودعتهم الى المناصره واستقطبت بما بشرت به من ادعاءات مالك بن يربوع وتحالف معها ايضا مالك بن نويره حيث اراد استغلال هذه القوه للقضاء على خصومه من عشائر تميم فاستطاع ان يثنيها عن مهاجمة المدينه واقنعها بمهاجمة بنى الرباب غير انها هزمت هزيمة ساحقه وتكبد الطرفين خسائر فادحة مما دفعها الى المصالحه وتبادل الاسرى نتيجة لتلك الهزيمه انفصل مالك بن نويره عن سجاح وبعد الهزيمة التى لحقت بها فى حربها مع الرباب سعت سجاح الى مهاجمة المدينه ودعت قومها من بنى يربوع الى مساندتها فطلبوا منها ان تؤلف بطون تميم لدينها قبل الزحف لمحاربة المسلمين فلم تتفق بنى تميم على رأى واحد عندئذ قررت الخروج بجندهاالى الحجاز لملاقاة المسلمين فلما بلغت النباح تصدى لها اوس بن خزيمة الهجيمى وهزمها ومنعها من السير داخل اراضيه واتفقا على تبادل الاسرى

سجاح والكذاب
لما رأت سجاح احجام قومها سارت بجيشها نحو اليمامه وفى ذلك الوقت كان مسيلمة يتجهز للخروج على الاسلام وانتشرت اخبار دعوته فى شبه الجزيرة العربية لذا خشى ان تشغله سجاح عن قتال ابى بكر فى الوقت الذى كان يترقب فيه زحف المسلمين وضغط القبائل عليه لذلك عرض عليها الاتفاق والتوحد مادام هدافهما واحد وجاء الاتفاق كالآتى
التقارب الاسرى بالزواج ودمج قدراتهما لمواجهة المسلمين والسيطرة على الجزيره العربيه وان يؤدى مسيلمة الى سجاح نصف غلات اليمامه وتم الزواج واقامت سجاح مع مسيلمة لمدة ثلاثة أيام وبعدها عادت إلى قومها ولكن خشيت من العوده بلا مهر فطلبت من مسيلمة مهرها فأجابها بأنه اسقط عنهما صلاة العصر وقيل ظل بنى تميم الى وقت قريب لايقيمون صلاة العصر مدعيين بأنه مهر عقيلتهم عادت سجاح الى قومها دون ابداء سبب واضح حامله معها شطر النصف مما اتفقا عليه وتركت اتباعها مع مسيلمة ليحملوا لها النصف الاخر وفى تلك الفترة اجتاحت الجيوش الاسلاميه المدينه وقتلت مسيلمة الكذاب وظلت سجاح تعيش مع قومها فى بنى تغلب واسلمت وحسن اسلامها وتوفيت فى القرن السابع فى عهد معاوية بن أبي سفيان ودفنت بالبصره وقيل بالكوفة