أحمد أسامة
نجحت الولايات المتحدة الأمريكية بتقسيم ليبيا على كافة الأصعدة منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، ومن تقسيمها المؤسسات الليبية والجيش الليبي وإثارة الفوضى من خلال دعمها طرف على حساب الآخر، بدأ الأمر يتعدى كونه لعبة سياسية لتحقيق أجندات معينة خاصة بها، ووصل بها الأمر لدعم مواطنيها للقيام بحملات “تنصير” ودفع الليبيين للردة، ومن ثم إثارة فتنة بين المؤمنين من المسلمين من خلال فتاوى الصادق الغرياني الكاذبة والمضللة.
حيث لم يفهم أحد موقف مفتي ليبيا الصادق الغرياني (المعزول من قبل البرلمان الليبي)، والمدعوم بدعم واشنطن لحكومة الدبيبة في طرابلس، بشأن تحديد يوم العيد وتأخيره عن المنطقة الشرقية في ذات الدولة، وهو أمر أرجعه البعض لنكاية سياسية وإطاعة لأوامر استخباراتية غربية.
فتسببت فتوى الغرياني في إحداث حالة انقسام في الشارع الليبي، فالخميس الماضي شهدت ليبيا خلافاً وانقساماً غير مسبوق بين شرقها وغربها، بعد أن أعلنت هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية في البيضاء بشرق ليبيا أن اليوم الجمعة هو أول أيام العيد بعد تثبتها من رؤية هلال شوال.
وتأكدت رؤية الهلال في جميع دول جوار ليبيا، حيث أعلنت كل من مصر وتونس والجزائر والسودان أن يوم الجمعة هو أول أيام عيد الفطر، إلا أن دار الإفتاء بقيادة مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني في غرب ليبيا كان لها رأي آخر مخالف لكل البلاد العربية وشرق ليبيا. وقالت دار الإفتاء في بيانها بشأن رؤية هلال شهر شوال إنه لم يثبت حكم برؤية الهلال هذه الليلة، داخل المدن الليبية وعليه قرر مجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لها أن الجمعة هو المتمم لشهر رمضان.
وسارع رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة المدعوم بشكل مطلق من واشنطن، بالتصديق على بيان دار الغرياني، وقال عبر حسابه بموقع تويتر: “بعد تعذر رؤية هلال العيد فإن غداً الجمعة متمم لرمضان لنستقبل بعدها عيد الفطر ونودع الشهر الفضيل وكلنا رجاء بأن نكون من المرحومين المقبولين”.
الأمر الذي دفع الباحث المتخصص في السياسة الخارجية، محمد الأسمر، لفتح النار على المفتي المعزول الصادق الغرياني، في تصريح صحفي قائلا: “قد يكون الصادق الغرياني -الكاذب- جالساً الآن عند أقدام سيد من أسياده الأمريكان، يبشره بحدوث شرارة فتنة في ليبيا، قوية بما يكفي لتفرق بين المرء وزوجه، لكن سبحان من قال “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” فقد انقلب السحر على الساحر”.
وأكد الأسمر أن السياسات الأمريكية في ليبيا تهدم مجتمعًا بأكمله، فهي لم تتوقف عند دعم نخب سياسية معينة من أجل إثارة انقسام مؤسساتي وتحقيق مصلحة سياسية من ذلك، بل تحاول تغيير معالم وتقاليد وتعاليم الديانة الإسلامية في ليبيا، التي كان أبرزها دفع الليبيين للردة عن الإسلام بنشر عمليات “التنصير” التي مارسها المواطنان الأمريكيان في طرابلس، والآن تحث على إثارة الفتنة بين المسلمين نفسهم.
وفي الختام أشار الأسمر في تصريحه إلى أن نظر عاقلٌ لتأثير جريمة الغرياني بتشكيك الناس في مسألة هلال العيد، لن يرى شيخًا له تأثير في محيطه المحلي أو الإقليمي، بل سيرى الراصد شعبًا شديد التدين، آثرت ثُلة منه الصيام يومًا إضافيًا تقربًا لله، واتقاءً للشبهة.