بقلم /جيهان عزمى
صباح يوم مشرق جميل ذهبت فيه إلى أحد نوادى المدينة.
جلست وفى يدى جريدة اليوم اتصفحها..
على بعد خطوات منى تجلس إمرأة ييدو الحزن على ملامحها.
يلهو إلى جوارها طفلان أدركت أنهما ولديها..
بعد فترة قليلة من اللعب إتجها إلى امهما وسمعت أحدهما يسألها : ( مالك يا ماما )؟
ردت الأم ( مافيش روحوا كملوا لعب ).
عاد الصغير يسألها : ( طب أنتى مش بتضحكى معانا ليه ) ؟
أجابه الطفل الآخر : ( الظاهر ماما زعلانه أصلها لو فرحانه أكيد هتضحك )
رد الطفل الأصغر 🙁 أنا أخليها تفرح بالعافية)…
هنا ابتسمت الأم واحتضنت طفلاها ، ثم عادا للعب والصخب والضحك مرة أخرى…
جملة بسيطة ممتزجة ببراءة الأطفال إخترقت قلبى قبل اذناى( تفرح بالعافية )..
جميعنا تأتى عليه لحظات تعتصرنا الأحزان تكاد تغرقنا فى دوامتها ماذا لو فعلنا مثل هذا الطفل و (فرحنا بالعافية)
الكثير منا ينحصر فى أمر أو موقف مؤلم وكأنها نهايه العالم وكأن هذا الكون الفسيح أصبح ( خرم إبرة)
و البعض يرى أن نقصان شئ ما فى حياتهم يعنى أنهم لا يملكون شيئاً بالرغم لو أنهم فقط وسعوا نطاق نظرتهم بعض الشى لإستطاعوا أن يروا كم النعم التى لديهم ويفرحوا بها…
نعم البعض يعانى من ضيق ذات اليد أو عدم توفر الإمكانيات ويرى أن هذا سبب كاف للحزن والإكتئاب ولكن بأبسط الموارد يمكنهم صنع السعادة …
الحزن أحبائى يجعل القلب بل والجسم مريض عليل بينما القلب الفرحان يطيب الجسم…
الفرح أمر إلهى فكما جاء فى القرآن الكريم { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } [يونس: 58]
صدق الله العظيم..
وكذلك جاء فى الكتاب المقدس: اِفْرَحُوا فِي ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا ٱفْرَحُوا..فِيلِبِّي٤:٤
قد لا يكون الفرح أو السعادة أن تسعد نفسك ولكن بأن تُسعد آخر فعندما تراه مبتسماً سعيداً تصيبك عدوى السعادة وترى الكون كله يبتسم لك..
الفرح أحبائي شعور إيجابي يغرد له الكون وتبتهج به النفس..
و لكى تفرح : توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين..
كى تفرح : كن ممتن من أجل كل ما لديك من مال أو أبناء أو صحة أو أو أو….
كى تفرح : سامح نفسك عن خطأ ارتكتبته ولا تتمادى فى جلد ذاتك والشعور بالذنب ..
أحبائي السعادة ما هى إلا قطعة السكر سريعة الذوبان تلك التى تحلى مرارة الايام ..
أعلم أحبائى أنه مازال هناك ضحكات لم نضحكها بعد ، سعادة مازالت تخبئها لنا الأيام بين ثناياها.. مازال فى العمر بقيةلنستمتع ونفرح فقط، لنتفائل وننتظر …
لنبحث دوما عن قطعة السكر وسط المرارة فلنجبر أنفسنا على الفرح كى ننتصر على الحزن …
تعالوا معاً .. ( نفرح عافية) …..