الوحدة .. والتضامن العربي

بقلم : د. طراد علي سرحان الرويس

كان في السابق يسود في منطقتنا العربية خطاب انهزامى متشائم جعل العديد والعديد يعتقد أن فكرة الوحدة والتضامن العربى بات مجرد أوهام وأحلام، مما رسخ في الفكر العربي بان ذلك لن يتحقق ، ومن اسباب ذلك التجارب السابقة التى يختزنها الشعور المجتمعي العربي التي لم يشاء الله لها ان تحقق وحدتنا العربية ، واسباب عديدة لا رابط بينها .

وما اريد قوله هو بان ربط ذلك هو ضعف الاندماج الاجتماعى وتماسكه فى أغلب اقطارنا العربية ، الذي كان بسبب الحروب الطائفية والصراع المذهبي الذى كان وما زال يهدد نسيجنا الاجتماعى العربي ، ويضاف إلى ذلك الحرب المعلنة على هويتنا العربية، وموقف القوى المضادة ومشاريعها الرافضة لفكرة الوحدة العربية .

ولعل الأسوأ من كل ذلك غياب مشروع شعبي وطني عربي يضع فى سلم أولوياته تحقيق وحدته ، وقد ارتبط ذلك ايضا بغياب الديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان، وشيوع الاستبداد ، واتساع دائرة التدخلات الأجنبية .

فقد تكون وحدتنا العربية والتضامن العربى صعبا ومعقدا ، لكنه ليس مستحيلا ، ويمكن تحقيقه من خلال تبني شعوبنا العربية ومنظماتها اعادة تأسيس وتعريف وحدتنا العربية عبر تجاوز الخطاب الوحدوي الذي كان يركز فى ثناياه على الأمة الموحدة عبر التاريخ، وعلى وحدة المنظومة التاريخية والدينية واللغوية ، وكذلك من خلال تبنى صيغ متعددة من التعاون والتضامن، وتشبيك العلاقات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية …. الخ ، وتجاوز الصراعات (العربية ــ العربية) ، ووضع المصلحة القومية فوق كل الاعتبارات .

يطول الحديث في هذا الموضوع ، حيث اننا نجد في عالمنا المتحول اكبر فرصة تمر في تاريخنا لتحقيق حلمنا العربي والتي ستقودها مجتمعاتنا العربية ، وبمشيئة الله تعالى سيتم لاحقا تلخيص كل المقومات والامكانيات الشعبية الوطنية العربية ، التي ستؤكد بانها قادرة على تحقيق حلمنا العربي على ارض الواقع .

انتهى ،،،

الوحدة .. والتضامن العربي ) –

( الجزء الثاني )

حرر في : ١٣ / ٠٩ / ٢٠٢٠م