الكاتب المتألق عبد الرحمن بركات.
كاتب مصري
ولد في. 1981/12/3م
الحاصل على:-
- ليسانس اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية.
- دبلوم الشريعة الإسلامية.
- تمهيدي ماجستير اللغة العربية.
أما عن عمله الحالي فهو:-
- تعليمه اللغة العربية لغير الناطقين بها في دبي.
- يعمل أيضاً في مجال التأليف والإخراج للإعلانات القصيرة والمطولة.
- له العديد من السيناريوهات السنيمائية.
ولكن أول أعماله ظهورا للنور وللجمهور هو الجزء الأول من رواية «مدعكة».
ويحدثنا عنها الكاتب المتألق عبد الرحمن بركات قائلاً:*
-رواية «مدعكة» هي تلك الصرخة المدوية لدق كل نواقيس الخطر، في القلوب قبل الآذان والعقول قبل الأبصار لنستفيق من غفلة طال فيها رقودنا ونخرج من كهف معتم قبل استحكام غلقه علينا من قِبل مَن أدخلونا به أو يستميتون لدفننا فيه أحياء “إكلينيكيا”، وهم تلك الشرذمة الدنيئة التي تمتطي الدين الحنيف العظيم المشرَّف ويرتكبون باسمه كل نقيصة ورذيلة إذ تتناول رواية «مدعكة» جانبًا خفيًا عن أعين السواد الأعظم من الناس وهو سبر أغوار هؤلاء من داخل عقر قاع ديارهم لنرى كيف يُدعك مدعوك منهم منذ لحظة حمل أمه فيه، وحين يولد وحيث يترعرع وحتى طحنه إنسانياً وعقلياً ونفسياً حتى يكاد يصبح مَسخًا بشريا مثلهم لولا لطف الله ورحمته التي جعلته يميز بين فطرة الله التي فطر الناس عليها وبين دنس اعوجاج هؤلاء وكذلك عدم تقبله ما يدخلونه في الدين لخدمة أغراضهم الرخيصة أو ما يلوون عنقه من الدين لتطويعه على أهوائهم البائسة.
وسوف نتابع كل هذا وأكثر في الجزء الأول من «مدعكة» من خلال رحلة “المدعوك سياف” على يد أبيه “خفاش” وشرذمته.
ولنرى جانبا خفيا لم نكن لنراه من قبل كما أشرت قبل ذلك من داخل بيوت، ونفوس وطبائع وتعاملات هؤلاء، ومن خلال واحد منهم رفض أن يكون منهم أو تابعاً لهم، بل وأخذ على عاتقه أن يصرخ منبهًا لنا أن نستفيق وننتبه
لتلك الشرذمة الفاسقة الخارجة عن الحق وعن كل صحيح…
*أحيانا يكون للكاتب بداية تجعله يكتشف نفسه ويرى موهبته أو دافعاً قوياً يلقي به في عالم الكتابة أو إلهامات وأفكار تلح عليه وتقوده خلفها حتى تخرج وترى النور، فكيف بدأت مشوارك؟ وما هي أول خطواتك؟ وهل هناك قصة ترويها لنا لتلك البداية؟ ومن هم أبطالها سواء من الذين كانوا مع أو ضد نجاحك؟….*
-بدأت قصتي مع رحلة تفكر وتأمل وتدبر، اضطررت إليها لظروف أسرية جعلتني فجأة خارج نطاق الأسرة والعائلة، بل وكل محيطي البشري ، وهنا همتُ سائحا في كل شبر من أرض الكنانة، لا ألوي على شيء إلا التساؤل والتأمل، ومن ثَمَّ البحث عن إجابات شافية عن طريق القراءة والاطلاع والمعرفة فقرأت و قرأت وبدأت رحلتي في التأمل والبحث عما أريد من خلال القراءة حتى تُهْت فتوقفت أمام ما قرأت ومحصتُ ورتبت وكان اختلاف الظرف الإنساني المصاحب للحظة القراءة وهو السياحة الإجبارية التي جعلتني أرى ما لا يُرى وأختبر كل شيء مع كل صنوف البشر.
كل هذا انصهر في بودقة خاصة جدا مما جعل تجربتي الثقافية والمعرفية والإنسانية ومن ثَمَّ العقلية والإدراكية أيضاً تختلف بالتبعية لكل ذلك .
وكان لزامًا بعد كل هذا الانصهار على كافة الأصعدة أن يكون لي قلم حر، له صريف صارخ مختلف.
-وأما عن أبطال القصة في حياتي، أولاً اتحدث عن الجانب السلبي.
وللأسف الشديد وقتها كانت بداية هذا الجانب من دائرة الأهل القريبون وكلما اقتربت تلك الدائرة كلما زادت سوءاً واشتدت قسوتها.
وعلى الجانب الإيجابي المقابل للجانب السلبي
كانت دائرة الأصدقاء ثم الأصدقاء وظلت دائرة الأهل تضيق وتندثر في حين أن دائرة الأصدقاء والمعارف تزيد وتتسع، فبقيت العلاقة بينها علاقة طردية.
*ما هي الدروب التي سلكتها في حياتك والمحطات التي استوقفتك في طريق الوصول؟ وكيف خرجت من اعماق افكارك علي الشاطئ امام الجميع وتحت أشعة الشمس الساطعة حتى يراك الجميع..؟*
– تدرجت محطات قطار المشوار الإنساني الذي أدى بدوره إلى المشوار الأدبي.
ويمكن اختصار وتحديد تلك المحطات بالتدريج، وكما يأتي:
اولاً: الوحدة فاعتراك حياتي وعقلي وشك فتأمل وتفكر ثم قراءة واطلاع واسع وكد وسعي جسدي للبقاء على قيد الحياة. وكذلك كد عقلي للبقاء على قيد الإنسانية والمعرفة ثم انصهار بين هذا وذاك حتى وفقني الله لاكتشاف نفسي وموهبتي،
فشرعت في الكتابة.
- كتبت القصيدة العربية الفصحى
- والشعر الغنائي
- والسيناريو
- ورواية «مدعكة».
وهذا كان أول لقاء و ظهور لي امام جمهوري والخروج من الأعماق إلى السطح والتلاقي معًا على شاطئ الحياة.
*هل تري أن للناقد اهمية في حياتك الادبية..؟*
-نعم للناقد الأدبي وغيره من النقاد أهمية كبرى في حياتي وتقدير كبير على الصعيد الأدبي حيث أنتظر منه توجيه دفة القلم حين يلزم الأمر وسبر أغوار العمل الأدبي لاكتشاف ما لا أعرفه عن نفسي وقلمي وكذلك تبيان نقاط القوة والضعف، وهكذا خلاصة الأمر فيما أرى أنه لا يستقيم المجال الأدبي إلا بقوسيه الكاتب والناقد.”
*في نظرك هل يؤثر النقد على تغيير مسار الكتابة لدى الكاتب والأديب. ؟*
– ليس المسار نفسه وإلا فلدى الكاتب خلل كبير في الأساس ولكن يؤثر الناقد في تعديل الدفة قليلا وضبط زوايا المسار حين يحتاج الأمر كما ذكرت في الإجابة السابقة.
*يري الكاتب الكبير عبد الرحمن بركات بأن الفكرة في رواية “مدعكة” لم تأتِ فجأة أو بالصدفة ولم تكن بوحي، بل هي عصير من تجارب وأفكار على مدار سنوات معبرًا عن كل ذلك بقوله…:*
-لم تأتِ فكرة “مدعكة” فجأة، ولا دفعة واحدة ، ولا حتى كان مقرراً لها أن تكون رواية، بل تكونت نبتتها داخلي تدرجيًا على مدار سنوات القراءة
والمقارنة والمعايشة لاختلاف أفكار ومعتقدات التيارات والجماعات المنتمية للإسلام قديماً وحديثاً.
فالفكرة كانت تأتيني عندما كنت أقرأ عن تعدد واختلاف الفرق القديمة كالمعتزلة والجهمية والأشعرية والصوفية وغيرها.
وظلت الفكرة ذاتها تلح علي حين كنت أقرأ وأرى وأعايش الفرق الحديثة، كالسلفية والمتسلفة والتكفير، والتبليغ، والإخوان، وغيرها، وهم كُثُر، لكن هذا بعض المشهور منهم لدى عامة الناس….
فكانت نبتة فكرة الكتابة عن هذه العوالم الرهيبة تترعرع معي وتكبر داخلي على مدار سنوات…
حتى قررت أن تخرج للناس على شكل مسلسل درامي تحت اسم “الكهنوت” لكن مع صعوبة الوصول لمن ينتج مسلسلاً هاماً كهذا ارتأيتُ أن تكون الصرخة الضرورية الملحة على شكل رواية طويلة متعددة الأجزاء؛ لأن الرواية فن شيق للقارئ سهل الوصول إليه من جهة؛ ولأن الرواية مساحة فضفاضة وسهلة الإنتاج والخروج للقارئ من جهة أخرى لمؤلف مثلى يسعى لظهور هذا العمل للنور
ومن هنا استقر الأمر على رواية “مدعكة” وشرعت في كتابتها في جائحة كورونا وكنت وقتها في المملكة العربية السعودية حتى خرج الجزء الأول منها بفضل الله تعالى وشاركت بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024 وكذلك معرض تونس الماضي…
*ما هي أهم الكتب التي قرأتها وكان لها اثر في حياتك وتكوين شخصيتك وافكارك؟.*
-قراءاتي لها ترتيب وأولوية كما يأتي :-
- كتب التراث الإسلامي
- التاريخ الإسلامي
- والتاريخ بشكل عام
- الأدب العربي
- علم النفس والاجتماع
- الفلسفة
- الروايات العربية والعالمية ثم تأتي بعض العناوين المتفرقة في شتى المجالات مثل:
- الفقه والتفسير والسيرة
وكل ذلك عند الضرورة كمرجع أساسي لا غنى عنه، كما قرأت في التوحيد وكتب العقيدة وغيرها، ابتداء من:
- تفسير ابن كثير
- قصص الأنبياء لابن كثير
- وكذلك السيوطي
- مقدمة ابن خلدون
- معظم كتب ابن القيم
- بعض كتب ابن تيمية.
كما قرات أيضاً جميع إصدارات العملاقين..
الدكتور
“نبيل فاروق”
والدكتور
” أحمد خالد توفيق”
رحمهما الله.
- ثم راوية “جورج أورو يل ١٩٨٤”
- كما قرات أيضاً معظم روايات المعاصر الرائع، الكاتب المصري “عز الدين شكري فشير” ومعظم
إصدارات سلسلة “عالم المعرفة الكويتية”.
*هل تفضل الكتابة بالعامية أم بالفصحي؟*
-أفضل الكتابة بالفصحى، لكن أحب امتزاج الفصحى بالعامية المصرية، وهي اللغة التي أخرجت بها رواية “مدعكة” وستستمر إلى باقي أجزائها إن شاء الله..
*هل حدث لديك ما يسمى “بلوك الكتابة” أو فقد شغفك لفترة من الوقت؟*
-لا لم يحدث حتى الآن، الحمد لله ولكن ربما تأتي فترات أقرب للفتور والإجهاد قي أثناء كتابة العمل ذاته لكنها لا تصل لحد الانغلاق، أو فقد الشغف الكلي، والحمد لله”
*ما هو افضل وقت لديك حتى تتمكن من استقبال الوحي للقلم كي تبدع؟*
-أصعب وقت هو نصف الوعي، ما بين أواخر الاستيقاظ وبداية الدخول في مراحل النوم الأولى، وهو وقت عصيب جدًا؛ لأنه يجهد عقلي قبل وأثناء النوم.
ومن جهة أخرى أواجه صعوبة بالغة في تذكر كل ما فكرت به…
-كما أن هناك وقتًا أخر ليس له مقدمات، وقت يأتي فيه فكر وإنتاج أو لا يأتي وهو أثناء التنقل بالسيارة أو الطائرة والنظر من خلالهما للفضاء السرمدي…
*في ظل ظروف عملك كيف تواكب بين العمل والكتابة والتعامل مع أسرتك؟*
-الحقيقة المواكبة صعبة جداً في ظل ظروف العالم عموما، الآن وغالبا ما يطغى هو العمل والمسؤوليات على وقت الكتابة، لا سيما أن الكتابة لون إبداعي لن أستطيع ممارسته بمجرد توفر الوقت فقط، فهي ليست مشكلة وقت وحسب؛ لأن الكاتب والمبدع عموما يحتاج وقتا للتأمل والتدبر والاطلاع والمراجعة قبل وبعد الكتابة، لذلك فالأمر حقا شاق ”
*ما هي تجربتك مع دور النشر والتوزيع؟*
-ليست لي تجارب شخصية مع دور النشر بحكم عملي وتواجدي خارج مصر معظم شهور السنة، لكن تجربتي الأولى هي الدار الحالية و تمر بخير حتى الآن، لكن قد أسلك طريقا مختلفا لأعمالي القادمة، إن شاء الله، كأجزاء «مدعكة» التالية وغير ذلك، فأنا أعمل الآن على اتخاذ طريق غير دور النشر التقليدية في المرحلة المقبلة…
*في نهاية الحوار اشكر الكاتبة والصحفية رقيه فريد على هذا الحوار الراقي وتحياتى وتقديرى للجريدة الموقرة والعاملين بها.*