- Advertisement -
كتب / عيد صالح
العقيد إبراهيم الرفاعي.. أسطورة الصاعقة وسيد العمليات الخاصة
(الذي قاتل كالظل واستُشهد كنور)
في صمت الظلال وعتمة الليل، كان يتحرك كالشبح.. لا صوت، لا ضوء، فقط أثر يتركه وراءه: انفجار، سلاح مدمَّر، صدمة في قلب العدو.
هو العقيد إبراهيم السيد الرفاعي، قائد المجموعة 39 قتال، الرجل الذي دوَّخ إسرائيل بعملياته الخاصة، وخاض حربًا نفسية ومعنوية قبل أن يطلق رصاصة واحدة.
البداية من رحم البطولة:
ولد في 1931، وتخرج من الكلية الحربية عام 1954. التحق بسلاح المشاة، ثم بالقوات الخاصة، وتدرّب في أصعب الظروف، حتى أصبح واحدًا من أمهر قادة العمليات الخاصة في مصر. لم يكن مجرد ضابط، بل كان حالة فريدة: قلب جسور لا يعرف الخوف، وعقل يخطط بدقة جراح.
نجم ساطع في حرب الاستنزاف:
حين اشتعلت حرب الاستنزاف بعد نكسة 1967، كان الرفاعي أول من يطلب تنفيذ عمليات خلف خطوط العدو.
قام بتكوين المجموعة 39 قتال، التي اختار أفرادها بنفسه من أشد وأمهر الرجال. كانوا ينفذون عمليات نوعية تضرب العمق الإسرائيلي ثم يعودون دون خسارة تُذكر.
-
فجّروا مخازن وقود ومعسكرات.
-
أسروا جنودًا إسرائيليين في وضح النهار.
-
أعادوا العلم المصري فوق جزيرة شدوان رغم أنف العدو.
-
قال عنه العدو: “إنهم يظهرون من العدم ويختفون بلا أثر.”
-- Advertisement --
قائد لا يعرف الارتياح:
كان يشارك رجاله في كل عملية، يحمل السلاح على كتفه، يقود القارب، ويطلق النار.
يقول عنه أحد الجنود: “كان أول من ينزل من الزورق، وآخر من يصعد، وكأنه يطمئن على أبنائه قبل نفسه.”
وكان يوصي رجاله دائمًا:
“لا تطلقوا رصاصة واحدة إلا وقد تأكدتم أن لها هدفًا… نحن لا نحارب لننتقم، بل لنحرر.”
نداء أكتوبر العظيم:
في حرب أكتوبر 1973، نفذت مجموعته أكثر من 60 عملية ناجحة في الأيام الأولى فقط.
دمّرت قواعد صواريخ، وعطّلت إمدادات، وكسرت روح العدو.
وفي 19 أكتوبر، وبينما كان ينفذ عملية جديدة في الضفة الشرقية للقناة، استُهدف بصاروخ إسرائيلي واستُشهد وهو في مقدمة الصفوف، حاملاً بندقيته، باسماً كعادته، كأنه ذاهب للقاء محبوب قديم.
لم يمت إبراهيم الرفاعي.
بل عاش في ذاكرة كل جندي عرف معنى الشجاعة.
وعاش في قلوب المصريين كبطل لم يطالب بمجد ولا رتبة، بل كان سنده سلاحه، وأمله وطنه.
دفن في مقابر الشهداء بالسويس، وكتب التاريخ على اسمه:
“هذا الرجل… خاض المعارك كأنها صلاة، واستشهد كأن الأرض ودّعته لتحتضنه السماء.”
-- Advertisement --