كتبت/ منار فريد
التسامح ذكر في الأسلام والمسيحية وهي ليس تنازل عن الحقوق بالذل والمهانة، بل هو نابع من صفاء القلوب، وما غلب عليها من الحب والعطف والرحمة والتعاطف والحنان.
والتسامح في الإسلام .. حث الإسلام المؤمنين على التحلي والتمسك بالعفو والتسامح، وقد يتعرض الإنسان للإساءة، أو للعديد من المشكلات التي تحدث بينه وبين آخرين، ما يدفعه إلى التشاجر معهم أو مقاطعتهم في كثير من الأحيان، وذلك يجعله يجني كثيرا من السيئات، ومن هنا تأتي أهمية العفو والتسامح.. فالعفو يعني التجاوز عن الإساءة أو الذنب وترك العقاب، والتسامح يقصد به السماح، وقبول الأعذار الآخرين، فيحصل لشخص بسببهما على ثواب عظيم من الله. الإسلام دين التسامح والمحبة والسلام .. دعا اللهُ -تَعالى- عبادة الى التسامحِ، في آيات كثيرة في كتابه الكريم، منها قوله تعالى{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.
وأيضا في (الكتاب المقدس) “مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا.” (كو 3: 13).
كما أن التسامح ليس تنازل من ضعف أو خوف وقلة حيلة؛ بل هو صادر عن قوة إرادة وعزيمة صادقة في الانتصار على النفس والذات بكل إيجابية، بعيدًا عن السلبيات وما يصاحبها من الغضب والقسوة والعدوانية للغير.
أيضًاالتسامح لغة السعادة، وطوق النجاة من الغرق في طوفان المشاكل والأحقاد والعداوات، التسامح صفة العظماء والأقوياء الذين يتملكون مشاعرهم ويضبطون أنفسهم في المواقف الصعبة التي تستوجب التحلي بالصبر والحكمة والتسامح، لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وفي الاتجاه المناسب.
وعن صفات التسامح في المسيحية قال القس انطونيوس إن للتسامح صفات عديدة فى المسيحية منها ، أن لا ترد الإساءة بألاساءة لا يعني أبداً ضعفا، فأن قذفك أحدٌ بالسب فأية سهولة هي أن ترد عليه بمثلها، والكثيرين يفعلونها وهي بالنتيجة تنم على ضعف،لانك بسهولة ستنزل إلى المستوى المتدني الذي قذفك بالسب، لكن الذي يسامح يعني يرتفع ويغفر للآخرين.
وفي النهاية يجب علينا جميعًا مسلمين ومسيحين أن نتسامح وننبذ الحقد والكراهية ونحب بعضنا بعضنا بعيدًا عن اي إساءة للآخر لنسمو بأخلاقنا ومشاعرنا النبيلة.