أزواج في يد زوجاتهن
عبدالحميدشومان
من الرائع والجميل لدى بعض الزوجات ان يكون الزوج شخصا مطيعا للزوجة يلبي لها طلباتها ولا يخالف لها امرا كما يجعلها اساسا لحياته فيشاورها في جميع اموره ولا وجود لكلمة لا في قاموسه اليومي فيوافقها دائما على كل ما تقوله او تفعله خاصة إذا كانت صاحبة نفوذ أو تفوقه علميا أو اجتماعيا…. وهذا هو الزوج المطيع الذي تحلم به غالبية الزوجات في الحياة العادية.. الا ان البعض منهن يجد في شخصية الرجل المطيع لأبعد الحدود خللا نفسيا وشخصا يتسم بضعف الشخصية حين يكون مطيعا بهذه الصورة مبالغا بها ويوافق دائما على كل ما تقوله الزوجة من دون نقاش او جدال واي حوار يذكر. زوجات يتذمرن ويشكين هذا النوع من الازواج الذين يصفونهم برجال اشبه بـ الريموت كونترول. وفي عينة عشوائية قالت سيدة متزوجة انها تجد ان الزوج الذي يطيع كل اوامر زوجته وان كانت على صواب او غير ذلك فهو زوج يتسم بشخصية مهزوزة ولا يمكن الاعتماد عليه في شيء ومن المفترض ان يكون الزوج قائدا للأسرة وقراراتها لا ان يكون خادما او مطيعا للزوجة من دون حوار او اي اعتراض او نقاش يذكر.. وأضافت ان الاستبداد بالرأي ومخالفة الزوجة دائما امر غير مقبول وكذلك بالمثل طاعة الزوجة الدائمة امر غير محبذ.
لذلك خير الامور اوسطها على الزوج الاعتدال في تلبية طلبات الزوجة كأن يقول نعم عندما يجد الامر يصب في مصلحة اسرته ويقول لا للأوامر التي تثقل كاهله او لا تخدم اسرته في اي من شؤونها.. . وأثناء العينة جاءت سيدة أخرى متزوجة على كل ما ذكر وقالت من الجميل جدا وجود زوج مطيع لزوجته وملبيا لطلباتها لكن ضمن حدود وضمن المعقول وليس بشكل دائم ومبالغ بحيث لا تشعر بقوة شخصيته وتفتقد قدرته على التحاور والنقاش والتشاور لاتخاذ الآراء وبالتالي تلعب الزوجة دور الرجل هنا. طاعة عمياء وتجد تلك السيدة ان الطاعة العمياء للزوجة تضع الزوجات معا في مواقف محرجة كثيرا أمام الابناء والاصدقاء عندما يوصف زوج فلانة بانه مطيع او اشبه بكبش فداء وبالتالي يقل احترام الآخرين له وتضيع هيبته امام الابناء والآخرين كما يسقط ايضا من نظر الزوجة والابناء والاصدقاء وجميع المحيطين به. وتبين ان الزوج ضعيف الشخصية او الذي يبدو اشبه بالريموت بين يدي الزوجة وتتحكم به وتسلب ارادته بتسلطها وتفرض شخصيتها عليه هو زوج غير جدير بمكانته كرجل ورب أسرة عندما يجري وراء تلبية طلبات الزوجة مما يجعل كيان اسرته غير متكامل البناء وبالتالي يكون عرضة لتمرد الزوجة وعصيانها له وبالتالي نشوء المشاكل الزوجية وربما الطلاق.. وتنصح الازواج ان لا يكونوا مطيعين بشكل مبالغ به بحيث يتسمون بضعف الشخصية انما عليهم ان يكونوا مقنعين ومحاورين وملبين ورافضين احيانا من اجل ضمان سير سفينة الحياة الزوجية بسلاسة ونوهت تلك السيدة الى ان الزوج عندما يكون مطيعا يظن بأنه يكسب ود الزوجة ورضاها عنه لكن هناك زوجات غير قانعات بذلك ويرسم صورة للزوج المطيع دائما بأنه شخص ضعيف ومهزوز ولا يصلح ان يكون زوجا اطلاقا.. وهنا في مصر يطلق عليه في المجتمع الريفي (سواعدها) وفي المجتمع الخليجي يطلق على الزوج المطيع (سكان جاري) اي بمعنى جادون العجلة توجهه أينما ووقتما شاءت.