مجلس النواب ٢٠٢٠: لماذا تترشح
عبدالحميدشومان
ينشغل الناس هذه الأيام بحدث كبير في البلاد يتعلق بالانتخابات لاختيار ممثليهم في مجلس النواب ولاشك أن الانتخابات لها أهمية في الحياة السياسية لكثير من الناس وأنه في فترة الانتخابات ينشغل الجميع مرشحين وناخبين بما في هذا الجو الانتخابي من مشقة وسهر ومتابعة للأخبار من فردى حزب ومن مستقل ونصيب الأسد لمرشح القائمة…
في موسم الانتخابات وما فيها من اجتماعات ولقاءات وندوات وترشيح عدد كبير من الناس لعضوية المجلس وهذا الجو الانتخابي يشوبه بعض المحظورات التي يجب أن ننتبه إليها واحذر من الوقوع فيها.
وهذه بعض النصائح والتوجيهات للمرشحين منهم والناخبين… والسؤال هنا
لماذا ترشح نفسك؟
عزيزي المرشح.. هل سألت نفسك بصراحة….
لماذا ترشح نفسك؟
لماذا تنفق الأموال الطائلة في سبيل الوصول إلى مجلس النواب؟
لماذا تسهر الليالي وتتعب نفسك ليلا ونهارا سرا وجهارا؟
ما الذي تهدف إليه؟
أهو الحصول على المنصب؟
أم هي الشهرة وحب الظهور؟
أم هي عصبية عائلية؟
أم هو حب لمجتمعك وإرادة الخير لوطنك والصلاح لمجتمعك وخدمة الناس والقيام بحوائجهم؟
أسئلة مهمة تحتاج إلى جواب صريح وجريء.
ولا شك أن التساؤل الأخير هو الحق الذي يجب السعي إليه وهو أن ترشح نفسك لخدمة وطنك ومجتمعك الذي أعطاك الكثير وآن الأوان أن ترد بعض الجميل الذي أعطاك اياه.
لتكن هذه نيتك وليكن هذا هدفك الذي تصبوا إليه خدمة الوطن والمجتمع..وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله أنفعهم… ولأن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرا. رواه الطبراني، وإن شاء الله يكون لك نصيب مما ورد في الحديث.
اخلاق المرشح
أخي المرشح هل تعلم أن الوصول إلى عضوية مجلس النواب ليس بالأمر الهين؟
وليس حلما يتحقق في عشية وضحاها كما أنه لا يأتي بالكسل والخمول يحتاج الوصول إلى نية طيبة وهمة عالية يحتاج إلى سمعة طيبة وتواصل مع الناس يحتاج إلى تواضع صادق وابتسامة غير متكلفة إن مرشحا بلا أخلاق لا قيمة له عند الناس وإن جاء في اللحظات الأخيرة بصلاة في المسجد أو ابتسامة متكلفة أو تواضع كاذب.
إن خلق المرشح من تواضع ولين ورفق ومواساة للناس وتلمس حاجاتهم وقضائها هو الرصيد الحقيقي للمرشح وهو الأصوات الصادقة الموصلة إلى النجاح اقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق رواه الحاكم وما أروع قوله صلى الله عليه وسلم: إن أقربكم مني منزلا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا» فهل انت هكذا؟؟
تحري الحرام
أخي المرشح… أيسر طريق إلى البرلمان هو الحرص على الحلال والابتعاد عن الحرام..
هل ترضى أن يصل إلى البرلمان شخص يدفع الرشوة للناخبين ليصوتوا لصالحه؟
هل ترضى مرشحا يساعد الناخب في معاملة أثناء فترة الانتخابات ليصوت له؟
أترضى أن تكون نائبا في البرلمان فتحصل على الجاه والمنصب وأنت على يقين انك لا تستحق وجئت بأسلوب غير منضبط؟
لا أظن بك عزيزي المرشح.. فأنت لا ترضى أن تقع في هذا الجرم من أجل منصب أو وجاهة.
من ترشح؟
أخي الناخب.. من سترشحه للانتخابات؟
إنه سؤال مهم يجدر بك أن تجيب عنه بكل صدق وصراحة..
هل سترشح قريبك لأنه قريبك؟
هل سترشح ابن عائلتك لأنه ابن العائلة؟
هل ترشح من يبتزك بالأموال ويشتري ذمتك وأمانتك؟
إنها مسؤولية كبرى وأمانة عظمى في عنقك تجاه الوطن إن هذا الصوت الذي تعطيه للمرشح أمانة وتزكية منك له إنك إذا منحت صوتك لأحد فكأنك تقول: إنه صادق أمين!
لذا اعلم أن صوتك أمانة وإعطاؤك إياه لمن لا يستحق خيانة
لقد أمنك الناس على صوتك فلم لا تحافظ على الأمانة؟
لماذا ترضي بالخيانة؟
هل ترضى بأن يكون فيك خصلة من خصال النفاق؟ لا أظنك هكذا.
إن عليك أخي الناخب واجبا عظيما وهو أن توصل إلى قبة البرلمان من يستحق الوصول توصل من يتصف بالصدق وحب الخير للناس توصل من يشهد له الناس بالخير والفضل وخدمة بلده وأهله توصل من همه تطوير وتعميرالبلاد، توصل من يحب الراعي والرعية ويحرص على وحدة البلد وينبذ الفرقة والاختلاف.
إن إيصال مرشح غير مؤهل هو من أعظم الخيانة.
كم يكثر في أيام الانتخابات القيل والقال ونشر الشائعات وإيقاع العداوة والبغضاء بين المرشحين عن طريق الكذب والغيبةوالنميمة..
وتجار الانتخابات هم الفائزين بما يحصلون عليه من ابتزاز المرشح.
عزيزي المرشح عزيزي الناخب علينا أن نتحلي بحسن الخلق والابتعاد عن الشائعات ونترك الشارع يقول كلمته.. ونبتعد عن إشاعة الفرقة والاختلاف ونؤيد الوطن وإختيار نائب وطني؟
واخيرا أسأل الله أن يحفظ مصر وقائد مسيرتها من كل مكروه..
وعذرا للاطالة لأهمية الحدث.