يولد الإنسان حراً، يحمل في قلبه نسائم الحرية ورغبة الانطلاق في فضاء الحياة الواسع. لكن في مسيرته، قد يقع في الأسر. أحيانًا يكون الأسر بسلطان، حيث تُقيد أحلامه بقيود الواقع وسلطة المجتمع والتقاليد. وأحيانًا يكون الأسر بسبب الحب، حيث يجد قلبه مقيدًا بمشاعر عميقة تربطه بشخص آخر، فيصبح سجينه بإرادته، مستمتعًا بأسره لأنه ينبع من أسمى المشاعر.
وربما يكون الأسر بدين لم يسدد، حيث تثقل كاهله التزامات مادية تضيق عليه طرقات الحياة. لكن الأسوأ من كل ذلك، أن تأسره فكرة خاطئة، تجعله يعيش حبيسًا لظلال وهمية، وتدفنه في قيد من الخوف والتردد. فيموت وهو على قيد الحياة، يحيا بلا روح، يكبل ذاته بأفكار لا أساس لها، ويضيع بين وهم الحقيقة وحقيقة الوهم.