عفوا فانا أفلست . نعم أفلست الحوار .. أعذرني حين يتلعثم لساني و أصمت كثيرا … أنا لا أقصد…أن اضايقك بصمتي… فأنا أيضا أشعر بضيق….لم تسألني يوما لماذا ؟؟ لم تحرجني أو ربما احرجتني ….لا اتذكر و لن اتذكر…..و لكنني أردت أن أحكي لك لكي تفهمني … و تريح قلبي المجهد …. لربما عجزت عن البوح أمامك….لصعوبة اقناعك…..فالكتابة اسهل من المواجهة ……
يفلس الإنسان عن الكلام و يطول صمتة و تشعر أنك بحاجة أن تتدخل أنت بكلمه أو تغلق الموضوع معه تماما عندما يشعر أنه قال كل ما في قلبه مرارا و تكرارا حتي انشق قلبه و تحجر لسانه ..حتي أصبح ليس لديه ما يبوح به…فهو يعتصر الما و يحترق و أنت لا تهتم ولا تسمع.. ..مللت الشكوي…أو مللت النقاش معه ….. اصبحت تخشي المواجهة ولكن تستحسن الحديث مع غيره …مللت قصصه الغير مسلية….تشعر أن نبرات صوته تسحب منك الطاقة….. تزيدك مللا…
أو قد تكون لا تريد من يسرد لك الحقائق…..فهو يبذل مجهود كبير لتفهم مشاعرة و أفكاره فيقرأ و يرتب الاحداث…. وأنت لا تفهم و لا تقدر المجهود الضائع…فيمل الشخص منك و يختار الصمت ….لانك خذلته و اخرست لسانه….
أو قد يصمت ليس لانك شخص لا تهتم و لا تسمع فقط..لا.. قد تخرسه احيانا لانك شخص غير مسؤول…غير مبالي..متبلد المشاعر……فتختنق الكلمات… تظل داخل الحلق ….معلقة . …فيفتر القلب حزنا…
أو ربما انت يا عزيزي المذنب ….انت لم تعلمه كيف يجري معك حوار من البداية….لم تثقفة بلغة مشتركة.لاؤفهما سواكما ….صنعت منه دميه بيدك…و ساهمت في خلق شخصية رتيبة…. جوفاء..صامتة ..تلبي فقط طلباتك …و تراعي المنزل…واعتبرت نفسك تشتري راحتك و ترغب الهدوء و السكينة لم تختار الصديق و لا رفيق الدرب….ثم ندمت و لكن بعد فوات الاوان…نعم ندمت…فأنت الآن تتمني ان تفهم ما يجول بخاطرة… أن ينطق…و لكنه تعود…افلس….أصبح حاضرا غائبا….إذن ..من أنت يا عزيزي في كل ما سبق؟؟؟ لا تلوم الزمن….
الزَمن لا يَقوم بِتصفية الناس من حولنا .. نَحن من نُصفيهم .. و نُنصفهم إذا أردنا…. نَحن من نتغير .. وَ نُغير نحن الزمن و نلومة .. نحن الأيام …لاننا نغيرها… نحن من يصنع السعادة…..نحن من نقرر أن يكون لنا وجود وإضافة و أن لا نفرح أو نسعي لكوننا اشباح…..وجوه بلا ملامح مطموسة..
… أجساد بلا روح …
سلاما على من لفت انتباه القلب،
فاستدارت له الرّوح…. فأصبح ينبض….
وسلاما على من رأى العين كادت أن تدمع …. فأضحكها…. و سلاما لمن عشق الروح فأصبحت شبابا …سلاما علي من عرف قيمة الأوفياء و الانقياء في حياته فاحتفظ بهم داخل قلبة..
تمسك بمن يهبك الحياة و ليس بمن يتفنن لكي يسلبها منك…ثم يندم عندما يجد أنها كانت مرتبطة بحياتة هو.