ربما يجب ان اعتذر
بقلم الاعلامي د. رضوان عبد الله ، سفير الاعلام العربي – دولة فلسطين
بعد سنين من النضال…ليس مهم كم عددها، وبعد عمر مديد بالمشاغبات والمشاكسات مع الانتهازيين والمتنفذين والوصوليين ربما من المهم ان اعتذر ، وستتفاجأون ممن ساعتذر،وربما كثيرون سيلومونني لاني اعتذر،لكن ضروري ان اضع اعتذاري بين ايديكم…كي يكون رصيدا لي او ربما رصيدا ضدي…!!
كنت قد تقدمت بعدة رسائل لمن يهمه الامر بما حصل معي من مشاكل …وفي اكثر من مكان عمل، لان من يعمل يخطيء ، وكانت الرسائل ترفع من قبلي تباعا وبعيد كل مشكلة،ومن اجل الحق والشفافية ، هذا يجب ان يتم عمله اينما تكون ان حصل معك اية مشكلة او حادثة او مشاغبة مع زميل او زميلة او رفيق عمل ،او رفيقة او حتى مدير او مديرة او مسؤول او مسؤولة.
بعد اكثر من خمسة عشرة من المشاكل او المشاغبات وبالتاريخ والمكان ، وبعد كل رسالة لم يصل الي اي جواب لا سلبا ولا ايجابا، ولا انصافا لي ولا احقاقا للحق ولا ازهاقا للباطل…الا مرة او مرتين فقط…اضطرارا من اصحاب الشأن، رغم انه من الضروري ان يسمعك من ترفع له مظلمتك او شكواك او حتى مشاكلك…ولكن لا مجيب كي لا نقول لا حياة لمن تنادي…حتى قيل لي يا أخي احمل خفيف….ما بك اينما تذهب،اينما تعمل او تكون بمهمة معينة، يبدو وكأنك تعمل مشكلة….والحق يقال انني ان احببت ان ادون تلك المشاكل والرسائل سيكون هناك وثيقة ادارية واجتماعية وتربوية وسياسية لم يسجلها تاريخ ولم يدونها مدون،ليس لانها مني او حصلت معي بل لانها متنوعة ومتشعبة ، وغالبيتها ان لم يكن جميعها الحق يجب ان يكون لصالحلي وبتقديرات كل من يعرف اي مشكلة او كان شاهد عليها…..
انا لست نبيا ولا ادعي انني من المعصومين،بل اتبعت الحق ولم اتبع الهوى….وكل ،او غالبية ، من تمشكلت او قيد لي ان اكون متمشكلا معاه او معاها هم ادنى مني ، وبكل تواضع، من نواحي الثقافة والتعليم والاداء ، وليس احتقارا منهم او بهم…وبالاسباب وبالوثائق….وكل شيء بقدر الله مكتوب…لذا لا بد من تقديم الاعتذار،لكل الذين تمشكلت معهم لانه ،وكما قيل لي يوما….انت على حق لكن الظروف دوما اقوى منك…وقيل لي ايضا مثلا شائعا ، ومن مسؤول رفيع المستوى : ((زيجة وزوجناك لكن حظ من وين نجيبلك))؟؟؟!!…هذا كان اضعف موقف من مسؤول كبير…ومؤسف ومؤلم جدا ما سمعته منه….!!!
انا افهم ان الظروف اقوى مني لكن لم اجد ولا اي مبرر لان يكون المسؤول ضعيفا…،وكما قال احد الذين شرحت له احدى المشكلات ليعرف حقيقة ما جرى معي في حينها : هل يجب ان نعمل لفلان ارجل من حديد ليقف مع الحق…ويقصد هنا كي يقف بصفي لانه عرف ان الحق بجانبي .
لذا الاعتذار هو من كل الذين اخطأوا بحقي…ولم اخطيء بحقهم ابدا….انا لست بوارد ان اسامح او يسامحوا…فالحساب عند رب العباد والبلاد والحساب، بل بوارد ان اعتذر منهم لانهم هم اخطأوا…والظروف هي بصفهم….فاعتذاري ربما فهمتموه انه عكسي ولكنني افهمه بانه بصميم الواقع المزري الذي يجلب الباطل على الحق فيدمغه…رغم ان الناموس الاخلاقي يقول الحق يجيء ويزهق الباطل ويدمغه دمغا….
آخر الكلام لامير المؤمنين علي بن ابي طالب ، قالها مدوية ، ولا زالت ابدية سرمدية،حين قالوا له عليه رضوان الله (( ان ابن ابي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب)))….لكنها تهمة باطلة وهو الجريء البطل العالم الفقيه وبشهادة محمد صلى الله عليه وسلم،وبشهادة صحبه رضوان الله عليهم اجمعين..وهو الصادق بنهاية خطبته ((( لا رأي لمن لا يطاع….)))…!!!…وهو ، كرم الله وجهه ، قدوة قل مثيلها الا في صفوف الصحابة والاولياء والصالحين…فأنا اقتدي به لحلمه وصبره وتحمله لقومه….رضي الله عنه وأرضاه…واتمنى ان نصل جميعنا لأدنى مستوى من جرأته وشجاعته ورباطة جأشه …عليه وعلى آل بيت النبي اجمل سلام…..